تشكل مجلس القيادة الرئاسي بعد سبع سنوات عجاف شابها الكثير من التقصير وضاع فيها الكثير والكثير من قضيتنا الجوهرية في سبيل استعادة الجمهورية من أيدي ميليشيا الحوثي الإرهابية.. لكن لندع أداء وشخوص تلك السنوات العجاف للتاريخ فهو خير شاهد وكفيل بسرد وكشف ما حدث..
بالعودة الى المجلس الرئاسي الذي نعول على قياداته الكثير في استعادة الدولة المسلوبة ونرى فيها الأمل القادم لمواجهة ذراع إيران في اليمن.. من بين أعضائه السبعة الذين نجلهم ويعتد بهم جميعا في قيادة دفة السفينة إلى بر الأمان، هناك عضو نحسبه صقرا من هو عثمان مجلي، ابن صعدة الخير والعطاء التي جثم عليها منذ اكثر من عقد من الزمن فلول الظلام الآتية من الازمنة الغابرة..
عثمان مجلي شخصية لايختلف عليها اثنان، له تاريخ يمتد لعقود طويلة ماضية في مقارعة ميليشيا الحوثي منذ بداياتها الاولى وضحى بكل مايملك من اجل الخلاص منها وحذر من خطرها منذ نشأتها في صعدة وقبل أن تنتبه الدولة آنذاك لخطرها، ومازال على مبدأه ثابت جمهوري عتيد وطود لايتزحزح.. فهو سليل أسرة عريقة توارثت الإباء والعزة وكان لها باع طويل مع الإمامة البغيضة التي جثمت على صدور اليمنيين عقودا طويلة، فجده قاتل الإمامة في معقلها ووالده سار على درب أبيه قارعها وانتصر لثورة السادس والعشرين من سبتمبر المجيدة ومان خنجرا في قلب الكهنوت الإمامي..
عثمان مجلي أرى فيه الشخصية الأقوى التي لن توافق على مهادنة الميليشيا ولن ترضى بغير عودة الجمهورية كاملة دون انتقاص ولن يكون طرفا في أي تنازل ولو بشبر واحد من ارض الجمهورية واليمن السعيد مهما كانت الضغوط وحجم المؤامرات التي تحاك في سراديب الظلام لضمان بقاء ميليشيا الارهاب الحوثي ومنحها فرصة للعيش في اليمن الجديد يمن العدالة والحرية والمواطنة المتساوية..
لا أقول هذا الكلام مدحا بحق رجل ليس بحاجة الى كلمات الاطراء فتاريخه يشهد له، ولا يبحث عن الشهرة، فرصيده التاريخي كفيل أن يرفع رأس كل يمني مؤمن بالجمهورية والحرية ويكفر بخرافات شذاذ الآفاق الباحثين تزلفا وكذبا عن «حق إلهي مزعوم»..
ومع ذلك تنامت الى مسامعنا تسريبات كثيرة تتحدث عن ضغوطات دولية كبيرة تمارس على رئيس وأعضاء مجلس القيادة الرئاسي وداعميه من الأشقاء من أجل القبول ب«سلام منقوص» يمنح تنازلات لميليشيا الحوثي تعضمن لها فرصة أخرى للحياة في أرض تبع و حمير وقتبان ومعين وذي ريدان يجعل منها «قنبلة موقوتة» تفخخ مستقبل اليمنيين الذين ينشدون دولة عادلة تضمن لهم حرية التعبير والمواطنة المتساوية..
وان صحت تلك التسريبات فرسالتنا الى مجلس قيادتنا الرئاسي وصقوره نستحلفكم الله في الجمهورية ومبادئ ثورتي سبتمبر وأكتوبر الخالدتين ألا تقبلوا بأي تنازل يمنح الميليشيا الحياة فالتجارب كثيرة معها منذ أن كانت في جبل مران، فهي ما إن تدخل في اتفاق او هدنة إلا واستغلتها لإعادة ترتيب أوراقها والانقلاب عليها وفتح جبهات قتال جديدة، فلا سلام دون أن تسلم الميليشيا سلاحها للدولة صاحبة الحق الوحيد في امتلاك السلاح والتي يجب أن تبسط نفوذها على كل شبر في اليمن، وجبر ضرر الضحايا الذين نكلت بهم الميليشيا الانقلابية ومحاكمة قياداتها المتورطة في جرائم حرب أمام محكمة الجنايات الدولية، ودون ذلك سيكون السلام مع الميليشيا بداية جولة جديدة من صراع لن ينتهي ولن يبقي أو يذر.. و«الحليم بالإشارة يفهم»..