اليمن .. والسلام المنشود

فرحت كل الشعوب بميلاد عام جديد وطي صفحة آخر مضى بتبادل التهاني والأمنيات إلا الشعب اليمني الشقيق الذي يستهل سنة إضافية بصفحات من المعاناة دون بارقة أمل فى الآفاق ولا حتى وعود بالسلام القريب.

الحرب مستمرة والضحايا لم يعد لهم مكان للدفن واليمنيون يتناثرون تشردا في أنحاء المعمورة وميليشيا الحوثي الانقلابية تتعهد بمزيد من الدم والألغام والجوع لأبناء وطنهم حتى آخر إنسان تشبثا بالسلطة والهيمنة والإمارة.

الهدنة هشة وشكلية والمفاوضات متجمدة. المبعوث الدولي يجهز تقاريره الدورية عن الوضع محتشدا بكثير من الألفاظ الدبلوماسية والكلمات المختارة المطاطة خوفا على مشاعر أطراف القتال واستجداء لعطفهم.

العرض اليمني لم يأخذ موضعه بعد على مسرح الأحداث الإقليمية والعالمية لأن هناك ملفات أهم وأولويات يفترض حسمها بين القوى المتربصة فى المنطقة، وإيران تغرز أظافرها في الجسد العربي وتمسك بمقابض خناجرها في اليمن وسوريا والعراق للصمود في وجه العواصف والاستمرار في رفع شعارات مذهبية مقيتة.

كل المعطيات لا تبعث على الأمل لدى المواطن اليمني المسكين الذي لم يعد يشغله المنتصر ولا المهزوم بقدر ما يهمه تأمين فتات من الطعام لأبنائه أو كسوة تقيهم برد الشتاء أو جدار آمن يتعلمون بجواره حروف الكتابة. لم يعد يكترث بتضييق ميليشيا الحوثي عليه ومص دمه بالضرائب والرسوم والإتاوات مع انعدام راتبه ومعاشه حتى باعت النساء كل حليها وانكسر الرجال أمام أطفالهم وتفشت الأمراض والأوبئة.

ومع كل ذلك لم نعد نملك سوى الدعاء بأن يغير الله الحال وأن تحمل السنة الجديدة أنباء سارة، وأن يخضع الجميع للعقل والمنطق والجلوس على طاولة المفاوضات لإنقاذ شعب يعاني معضلة إنسانية وتحقيق السلام المنشود.

عن "الأهرام"