مشهدك الحقيقي .. بين يديك
الأحد , 14 - أبريل - 2019

الإرهاب الحوثي.. فليدعوا «ثبوراً كثيراً»

2023/01/26 الساعة 10:07 صباحاً

مضى عام كامل على الهجمات الإرهابية الحوثية على منشآت ومناطق مدنية في دولة الإمارات، في 17 و24 يناير/ كانون الثاني الماضي. وفي هذه الذكرى، غرّد الدكتور أنور قرقاش، المستشار السياسي لصاحب السمو رئيس الدولة، أن «الوطن [بعد عام من الهجمات الآثمة] أكثر قوة ومنعة وأشدّ تصميماً على مواصلة مسيرته التنموية»؛ لأن دولة الإمارات لم تتوقف «يوماً واحداً عن العمل»، كما عبّر صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي رعاه الله.

الإمارات، حققت طفرة تنموية في كل القطاعات عام 2022، وكانت ضمن أفضل خمس دول عالمياً في 339 مؤشراً، تنموياً واقتصادياً واجتماعياً. وقد تخطى اقتصاد الإمارات حجم النصف تريليون دولار؛ لترسخ مكانتها كثاني أكبر اقتصاد عربي، بمعدل نمو أكثر من 6%. وتستهدف رؤية «نحن الإمارات 2031»، وهي الرؤية الوطنية لمرحلة الانطلاق بقيادة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، زيادة حجم الاقتصاد الوطني نحو ثلاثة أضعاف ليكون ضمن أكبر 20 اقتصاداً في العالم. وتواصل انتظام الفعاليات الدولية على أرض الدولة؛ لترسخ نفسها عاصمة عالمية لهذه الأنشطة النوعية، وتكرس صورتها الإيجابية في العالم.

وحقق معرض إكسبو-دبي أرقاماً قياسية في ما يتعلق بعدد ونوعية فعالياته، وحجم زوّاره. ولم يختتم العام إلا بانطلاق حوار أبوظبي «العالمي» للفضاء؛ حيث أُميط اللثام عن خطة لبناء قطاع فضائي إماراتي قوي ومستدام، واختيار الإمارات لاستضافة محادثات تطوير التجارة الدولية في مستهل 2024 بمشاركة 194 دولة حول العالم. وواصلت الإمارات في عام سابق، مكانتها كمركز استقطاب عالمي للابتكار؛ حيث تم افتتاح متحف المستقبل في أوائل عام سابق، وتصدرت الدول العربية في معايير ومؤشرات الابتكار، وفقاً لتقرير دليل الابتكار العالمي 2022.

وللعام الحادي عشر على التوالي، تكون الإمارات مكاناً مفضلاً للشباب للعيش والعمل فيه والاقتداء به، طبقاً لاستطلاع رأي الشباب العربي الذي صدر في سبتمبر/ أيلول الماضي. وهكذا فشلت أولى استراتيجيات الحوثيين الذين تآمروا لتقويض سمعة الإمارات كمركز اقتصادي آمن. بل احتفى العالم في 2 ديسمبر/ كانون الأول، باليوم العالمي للمستقبل ليتزامن مع اليوم الوطني لدولة الإمارات، في مبادرة تعكس تقديراً عالمياً كبيراً للدولة، واعترافاً أممياً بالمكانة الريادية التي حققتها خلال 50 عاماً من تأسيسها، وما تمثله من نموذج عالمي لدولة المستقبل.

وكان تدشين مرحلة «الانطلاق» بقيادة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد، وبلورة رؤية «نحن الإمارات 2031»، التي أعلنها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد، وإطلاق المستكشف «راشد» نحو القمر، ثلاثة أحداث مهمة تبيّن صدقية وصف الإمارات ب«دولة المستقبل»، وتصميمها للقفز إليه. وبصفة خاصة، فإن رؤية «نحن الإمارات 2031» تمثل قاطرة الإمارات إلى آفاق مستقبلية جِد طموحة في مجالات التعليم والتنمية البشرية والاقتصاد الجديد والأمن السيبراني والاستدامة البيئية والتعاون الدولي.

كما فشلت استراتيجية الحوثيين المتعلقة بإيقاع أكبر عدد من الخسائر البشرية، وأوسع مدى من الخسائر الاقتصادية في دولة الإمارات؛ بسبب استعداد وجاهزية قوات إنفاذ القانون والقوات المسلحة للتصدي لأية تهديدات للأمن الوطني الإماراتي. ولذلك، لم تتجاسر الميليشيات الإرهابية بتكرار هجماتها الآثمة، بعد أن نقلت قواتنا المعركة إلى عقر دارها، باستهداف منصات إطلاق الصواريخ هناك. ولم تفلح استراتيجية الحوثي في خلق ضغط دولي على قوات التحالف لإيقاف عملياتها ودعمها للشرعية في اليمن، بل ارتد السحر على ساحره. فقد أعلنت الولايات المتحدة أن إعادة جماعة الحوثي إلى قائمة المنظمات الإرهابية قيد النظر. وأصبح عام 2022 أكبر دليل على تنامي الدور الإقليمي والدولي لدولة الإمارات ولدول مجلس التعاون، فيما يُعرف ب«لحظة الخليج».

وأصبحت الإمارات، بخاصة، أكثر تأثيراً، ودورها أكثر فعّالية في السياسة الإقليمية والعالمية. أمّا اليمن الذي كان سعيداً، فلا يزال الصراع فيه، ولاسيما بعد رفض الحوثي تجديد الهدنة، يزداد تعقيداً، وتستعصي تسويته؛ بسبب ولاءات الحوثيين الخارجية، والإرهاب الذي يمارسونه في البلاد، وإكثارهم فيها الفساد، وتدميرهم تراثها، وتحويلها إلى أكبر حقل ألغام في العالم، وأكثر البلاد فقراً، وأكبر دولة فاشلة/هشة في العالم. صحيح أن اليمن لا يزال على الخارطة دولة ذات حدود معترف بها، غير أنه بفعل استمرار الانقلاب الحوثي في السبع العجاف مهدّد بالتقسيم إلى شطرين في الشمال والجنوب، وتمدد الصراع بينهما لسنوات.

* متخصص في العلاقات الدولية والقضايا الجيوسياسية - عن "الخليج" الاماراتية