مشهدك الحقيقي .. بين يديك
الأحد , 14 - أبريل - 2019

المراهنون

2020/01/06 الساعة 12:47 مساءً

مقتل الجنرال قاسم سليماني حدث يضع المنطقة على مرمى حجر من اندلاع احداث عنف لا قدرة لاحد على ضبط ايقاعاتها، والتهريج الذي امتلئت به صفحات المواقع الالكترونية العربية لا علاقة له بما يدور تحت السطح وكله كان يتناول الامر طائفيا بين معبر عن سعادته لمقتل قائد شيعي حارب السنة، واخر يعبر عن حنقه لغياب قائد كان يحارب الارهاب السني... بينما الصحافة الغربية تتحدث عن اثار استراتيجية قد تنشأ نتيجة ما وصفه البعض بالانتصار واخرون قالوا انه عمل جنوني.

الحادثة التي امر بها الرئيس ترمب تثبت انه محاط بدائرة من المستشارين الذين لا يستوعبون تاريخ المنطقة وثقافتها، يكفي ان نقرأ ان وزير الخارجية الاميركي قال ان العالم صار اكثر أمنا بعد مقتل سليماني... ثم تصريح ترمب نفسه أن المواقع الثقافية في ايران يمكن قصفها ضمن اهداف حددها للرد على اي تصرف تقوم به للانتقام من مقتل سليماني!

صدور هذين التصريحين يكفيان للتدليل ان هذه الإدارة لا يعنيها امر المنطقة العربية ولا استقرارها وانها تعمل بدون كوابح اخلاقية ولا يجوز التعويل عليها.

مقتل سليماني قدم اكبر خدمة انتظرتها طهران لتخفيف الضغط الشعبي عليها، ولن يكون ممكنا لاي معارض ايراني الان ان يعترض على كل ممارسات الحكومة وقمع الامن للمظاهرات.. ويعطيها ايضا فرصة رفع سقف تداخلاتها في مجال التسليح والتدخل والتمويل.

المراهنون على ان غياب سليماني سيجعل طهران تعيد حساباتها لتصبح اكثر عقلانية، لا يفهمون تركيبة النظام المعقدة وقدرته على المراوحة بين التصلب والمرونة دون الخروج عن دائرة السيطرة والتحكم في المخرجات.
السياسة ليست تمنيات ولكنها قدرة على الرؤية الواضحة دون عواطف تذهب بالوقائع بعيدا عن مسارها الطبيعي.