مشهدك الحقيقي .. بين يديك
الأحد , 14 - أبريل - 2019

أفعال إيران المزعزعة.. رطانات طازجة من بلينكن

2023/06/10 الساعة 02:23 مساءً

بلينكن، يمر بحالة ارتفاع معنويات بعد قضاء ثلاثة أيام في السعودية لإثبات أن العلاقة بين أمريكا والسعودية إنما هي "علاقة استراتيجية" وأطلق الوعود بأن أمريكا لن تنسحب من الشرق الأوسط.
كالعادة، الموضوعات متشعبة.
وكالعادة أنا سأركز فقط على ما يخص اليمن.
تصريحات وزير خارجية أمريكا- اليوم- في قناة "الشرق" السعودية باللغة الإنجليزية:
١- إنهاء النزاع في اليمن مهمة سعودية- أمريكية.
*
بلينكن: "إذا نظرنا إلى العمل الذي قمنا به معا (أمريكا والسعودية)، مثل 'إنهاء النزاع في اليمن'، الذي تقوم السعودية بدور إيجابي وحيوي فيه، فإننا نرى أن العلاقة تسير على مسار إيجابي بناءً على المصالح التي نتشاركها".
٢- خفض التوتر في اليمن
*
بلينكن: "نرحب بالاتفاق الأخير بين الرياض وطهران، برعاية الصين".
 بلينكن: "نحيي أي جهود يمكنها 'خفض التوتر'، وإزالة مشكلة واحدة على الأقل من الأجندة، وفي هذه الحالة فالمساهمة في دعم السلام في اليمن، نعتقد أنه أمر جيد".
٣- أمريكا ستقف في وجه خطر إيران
*
بلينكن: "ولكننا في نفس الوقت مصممون على الوقوف في وجه الأفعال الخطرة والمزعزعة التي تقوم بها إيران".
**
أولا: تطور رطانات بلينكن
**
هذا عرض سريع لتطور رطانات بلينكن قبل وبعد اعتلائه لمنصبه في ٢٠٢٠.
١- مشكلة اليمن إنسانية
*
هذا مصطلح ورطانة، أدت إلى إزالة تصنيف الحركة الحوثية كجماعة إرهابية وشرعنة التمرد الحوثي، وضخ مساعدات أمريكية ومن الأمم المتحدة والدول المانحة للحوثيين والمجهود الحربي الحوثي.
ولا شيئ لصالح بقية اليمنيين.
٢- وقف إطلاق النار
*
هذا مصطلح أو رطانة، أدت إلى فتح مطار صنعاء ودخول الوقود الإيراني المجاني للحوثيين من ميناء الحديدة.
ولا شيئ لصالح بقية اليمنيين.
٣- تجميد الحرب
*
هذا مصطلح أو رطانة، أدت إلى غض النظر عن تهديد قصف الحوثي لأنابيب مارب- بلحاف لمنع تصدير غاز مارب  والقصف الفعلي لموانئ تصدير البترول في شبوة وحضرموت.
وأصبح اليمنيون هم المحاصرين بعد أن كان الحصار السعودي واقع على الحوثيين.
٤- إنهاء النزاع في اليمن
*
هذا المصطلح والرطانة، بجانب مساواته للتمرد الحوثي مع الشرعية، هو أحد الأوهام التي تدور فقط في خيال من يتكلم من فوق برج عاجي ليأمر مجموعة من الأشقياء المارقين بالتوقف عن الصخب وإثارة الضجيج.
وهو نفس منطق الذين يقولون أن حرب اليمن عبثية.
وهو نفس منطق الذين يقولون أن حرب اليمن إنما هي حرب بالوكالة بين السعودية وإيران.
وأن حرب اليمن إنما هي بين مجموعة من لوردات الحرب وقد تم تعيينهم كلهم كأعضاء في المجلس الرئاسي كمقدمة لضم أكبر لوردات الحرب عبد الملك الحوثي إليهم.
ما يدور في اليمن، هو صراع تاريخي بين العصبيات الشمالية الثلاث (طائفية- قبيلة- مناطقية) ترغب دائما بالسيطرة والنهب، يتكرر عندما تختفي الدولة المركزية، وقد بعثه الحوثي من الكهوف باستغلاله لانهيار فشل ٣٣ سنة من الحكم.
حرب اليمن: ليست نزاعا، وليست بين مجموعة من الأشقياء المارقين، وليست حربا عبثية، وليست بين لوردات حرب يمكن تعيينهم أعضاء مجلس رئاسة.
والأسوأ في رطانة بلينكن عن "إنهاء النزاع"، هو أنه لن ينتهي أبدا على يد السعودية وأمريكا.
النزاع، لن ينتهي إلا بانتهاء الرغبة بالسيطرة من قبل العصبيات العنصرية والقبلية والمناطقية في كل اليمن.
النزاع، لن ينتهي إلا بسيادة القانون والدستور.
النزاع، لن ينتهي إلا بانتهاء الرطانات التي يتحفنا بها كل فترة وزير الخارجية بلينكن وأصدقائه وشركائه وكل المبعوثين والوسطاء.
٥- خفض التوتر
*
اليوم، هو يوم تدشين أحدث مصطلحات ورطانات وزير الخارجية الأمريكي: انتوني بلينكن.
الحوثيون، في نفس اليوم، يهددون بأنهم سيضربون حقول النفط والغاز في مارب.
الحجة التي يستعملها الحوثيون، هي أنه ماداموا هم يحصلون على النفط والغاز عبر البحر من إيران، فإن بقية اليمنيين يجب إما أن يحصلوا على غاز ونفط مجاني من السعودية أو يشتروه من الخارج.
كل ما سيحتاجه الحوثيون، هو صاروخ أو طائرة مسيرة إيراني إلى محطة غاز وتكرير بترول مارب.
هل سيحسب وزير الخارجية الأمريكي، هذا مجرد توتر منخفض؟ وهل يمكن التغاضي عنه؟ وهل سيكتفي بمطالبة الحوثي بحسن النية؟
هل معنا حق عندما نضيق برطانات بلينكن وبايدن التي كلها  أضرار وكلام في الهواء وبلا قيمة بالنسبة لنا والتي هي في نفس الوقت مكاسب مادية للتمرد الحوثي؟
**
ثانيا: أمريكا ستتصدى للأفعال الإيرانية المزعزعة
**
نحن نفهم أن خلاف أمريكا المعلن مع إيران، هو على المشروع النووي والصواريخ الباليستية وتوسعاتها في المنطقة.
ونفهم أنك ابتكرت رطانة جانبية للتوسعات الإيرانية، وهي:
"الأفعال الخطرة المزعزعة".
١- هل أفعال إيران في اليمن، "مزعزعة"؟ أم لا؟
٢- هل بترول وغاز إيران المجاني للحوثي "مزعزع"؟ أم لا؟
٣- هل مسيرات وصواريخ إيران للحوثي "مزعزع"؟ أم لا؟
نحن نعرف عز المعرفة أن إيران لن تتوقف عن أفعالها "المزعزعة" لا في اليمن ولا في غير اليمن.
ونعرف عز المعرفة، أن أمريكا لن تتصدى لأفعال إيران "المزعزعة" لا في اليمن ولا في خارج اليمن.