رماح هادي هادي الجُبري من مواليد 1987م، جبل عيّان، محافظة حجة، تخرج من ثانوية الشهيد محمد محمود الزبيري بمدينة حجة، ويحمل شهادة البكالوريوس في الإعلام من جامعة صنعاء في العام 2012م.
مدير المرصد الإعلامي اليمني، ويعمل في وزارة الإعلام والثقافة والسياحة، بقرار جمهوري، مساعد الوزير في بعض الأعمال الإعلامية، كاتب في عدد من الصحف والمواقع الإخبارية اليمنية والعربية، متحدث في الشأن السياسي اليمني، ومن أشهر المعلقين والمحللين السياسيين على الأحداث والمستجدات لمختلف وسائل الإعلام المحلية والعربية والعالمية، وعمل رئيس تحرير موقع "سبأ أونلاين" الإخباري.
الصّحفي رماح الجبري ابنُ سنوات الجدل السياسي الحاد الذي فتح عينيه عليه منذ انتقاله من حجة إلى صنعاء والتحاقه بالجامعة، وقد كان جزءا من مفردات هذا الجدل من خلال الأنشطة الطلابية الجامعية، باعتباره واحدًا من القيادات الشبابية الجامعية؛ حيث كان رئيسًا لاتحاد طلبة كلية الإعلام. والأنشطة الطلابية في الجامعة التي تكاد تكون عالما لوحدها بذلك الجدل والنشاط والحراك وصقل المواهب، والمنافسات الحادة، وقد رأس خلال فترة دراسته الجامعية صحيفة "الصراحة"، ثم صحيفة صوت الطالب، وهي الصحيفة الأكثر تأثيرًا في أروقة كلية الإعلام آنذاك.
ولعل بدايته الجادة مع العمل الصحفي كانت مع صحيفة "يمن تايمز" الناطقة بالإنجليزية التي انضم إليها نهاية سنته الجامعية الأخيرة، وكانت صحيفة نخبوية، ومحل اهتمام كبير من النخبة اليمنية والكادر الأجنبي للسفارات والمنظمات المتواجد في اليمن آنذاك.
بعد العام 2012م تم إسناد ملف الحوثيين داخل الصحيفة للصحفي رماح الجبري، وكان على مستوى المهمة، لمعرفته عن قرب بحقيقة هذه الجماعة، ولمعرفته أيضا بكثير من قياداتهم على الأقل في محافظته، وفي صنعاء نفسها، فكتب عشرات التقارير عن جرائم الحوثيين وانتهاكاتهم للحريات والحقوق، ابتداءً من حصار الحوثيين لدماج، مرورًا بانتهاكاتهم وجرائمهم الإنسانية في كل من عمران وحجة والجوف، وحتى دخولهم صنعاء.
وخلال هذه الفترة، وأثناء عمله في صحيفة "يمن تايمز" تأسست إلى جانبها أيضا إذاعة محلية مجتمعية، تهتم بالشأن الاجتماعي بدرجة رئيسية، فعمل في الإذاعة إلى جانب عمله في الصحيفة، وإلى جانب تقاريره الصحفية في ملف الحوثيين تحديدا، وفي غيره من الملفات فقد قدم عددا من البرامج في الإذاعة، وعمل مديرا لقسم الأخبار، وأذاع ما يزيد عن مئة مادة خبرية إذاعية.
كانت تقاريره وجملة أعماله في صحيفة يمن تايمز مهنية منحازة للحقيقة وللواقع كما هو، وهذا ما لا يروقُ لكهنة الحوثيين وأتباعهم بطبيعة الحال، فمثلت مصدر إزعاج لهم، فتفاجأ ذات يوم بقدوم شخصية إمامية من أحفاد أحمد حميدالدين يطلب مقابلته في الصحيفة، ويعاتبه على تقاريره، شاكيا ما سماه هجوم الحوثيين على المظلومين، وأنّ سكان دماج لا يستحقون المساندة أو النشر عنهم في صحيفة تنشر أخبارها وتقاريرها باللغة الإنجليزية. وزيارته هذه واحدة من زيارات عدة كان يقوم بها ناشطون إماميون إلى مختلف الجهات والشخصيات البارزة والسفارات والمنظمات الحقوقية المحلية وغير المحلية.
واصل الصحفي رماح الجبري عمله كعادته، حتى اجتياح مليشيا الحوثي للعاصمة صنعاء، والسطو على مؤسسات الدولة، ومنها المؤسسات الإعلامية الرسمية والأهلية، واعتقال الصحفيين والحقوقيين والناشطين، ومن بين هؤلاء المعتقلين الصحفي رماح الجبري الذي اختطفته المليشيا، واقتادته إلى قسم شرطة جمال جميل، خرج بعدها للتو، مغادرا إلى المملكة العربية السعودية، ملتحقا بقيادة الشرعية، ومناوئا كهنة الحوثي من خلال أكثر من منصة إعلامية تنقل فيها، ولا يزال.
منذ العام 2015م نشط الصحفي رماح الجبري كثيرا، من خلال قناة الشرعية أولا، مذيعاً ومديرا لأخبارها، ثم قناة صنعاء الفضائية، مقدما للبرامج السياسية، ثم من خلال المرصد الإعلامي، ضمن فريق المرصد الإعلامي، نائبا للمدير، فمديرا للمرصد مؤخرا.
والمرصد الإعلامي اليمني من أهم المؤسسات الإعلامية التي برزت على الساحة الإعلامية؛ حيث قام بتوثيق جرائم وانتهاكات مليشيا الحوثي، ونشرها لمختلف وسائل الإعلام المحلية والعربية.
وقد أنتج المرصد الإعلامي اليمني نحو ألف مادة إعلامية بين فيديوهات قصيرة يتم ترجمتها الي ثلاث لغات إلى جانب اللغة العربية هي: الانجليزية والفرنسية والألمانية، كذا تصاميم الانفوجرافيك والتقارير البحثية الشاملة التي توثق جرائم وانتهاكات المليشيا الحوثية في مختلف أنحاء البلاد، وأيضا عشرات الحملات الإعلامية المساندة للمعركة الوطنية.
هذا فضلا عن النشاط اليومي للصحفي رماح الجبري في الندوات والفعاليات والبرامج وشاشات الفضائيات، متحدثا ومعلقا، بروح المثقف الأصيل المنتمي لقضيته العادلة، وقد تجاوزت هذه الأنشطة الألف حلقة وتعليق وندوة وحديث، بصورة يومية أو شبه يومية، ولا يزال في أوج عطائه حتى اللحظة.
عمل، ويعمل المرصد الإعلامي اليمني الذي ضم نخبة من الصحفيين والإعلاميين اليمنيين على مواكبة تطورات الإعلام وحول التقارير والأخبار المتداولة في الإعلام اليمني إلى فيديوهاتٍ قصيرة وتصاميم مبسطة وشيقة، يسهل تداولها في منصات التواصل الاجتماعي في الداخل والخارج، وتقوم القنوات المحلية ببث هذه المواد التي ينتجها المرصد، وتستخدمها في تغطيتها البرامجية بشكل متكرر، وقد خصصت قناة اليمن الفضائية الرسمية ساعة كاملة بعد الساعة الحادي عشرة مساء لبث المواد التي أنتجها المرصد الإعلامي، بما فيها المواد المترجمة إلى اللغات الإنجليزية والفرنسية والألمانية؛ إضافة إلى استخدام هذه المواد كفواصل توعوية في أوقات متكررة.
وقد عرضت بعض التقارير والمواد الاعلامية التي عمل عليها المرصد الإعلامي في سنوات متكررة ضمن ورش وندوات مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في جنيف، في دوراتٍ متعددة، وتم توزيع المواد الفلمية والتقارير في أقراص صلبة على العشرات من الصحفيين والحقوقيين العرب والأجانب المشاركين في أعمال ودورات مجلس حقوق الإنسان.
لقد حرص المرصد الإعلامي على أن تصل رسالته لكل الجهات المعنية والمهتمة بالشأن اليمني، وخاطب وزارة الخارجية، وسلم لها نحو مئة قرص صلب من المواد الفلمية والتقارير الحقوقية لإرسالها للبعثات الدبلوماسية التي تمثل اليمن في مختلف دول العالم.
إلى جانب ذلك يدعم المرصد الإعلامي بصورة يومية مسؤولي الدولة بالفيديوهات والمعلومات اللازمة لكشف جرائم وانتهاكات المليشيا الحوثية، بمن فيهم معالي وزير الإعلام والثقافة والسياحة الذي لا يتردد بالنشر في حسابه الرسمي عن كل الجرائم والانتهاكات الحوثية.
ولوحدة الرصد والتحليل في المرصد الإعلامي دورٌ وإنجازٌ لا يراه المتابع لأنشطة المرصد، وإنما قادة الدولة وصناع القرار بدرجة رئيسية، من خلال تقديمها تقريراً يوميا لتناولات وسائل الإعلام العربية والدولية المؤيدة للحكومة الشرعية منها وكذا المعادية. ويتضمن تقرير وحدة الرصد والتحليل في المرصد الإعلامي أيضا أبرز تناولات الإعلام المحلي من صحف ومواقع إخبارية مؤيدة أو مستقلة، إضافة إلى تقرير رصد وتحليل الإعلام المعادي "الحوثي والإيراني"، ويرفع مدير المرصد التقرير بشكل يومي للحكومة وقيادة مجلس القيادة الرئاسي.
وكصحفي شاهد على مختلف الأحداث التي عاشتها وتعيشها اليمن وتجاوزا لتزوير التاريخ يعكف الصحفي رماح الجبري على كتاب سيرى النور قريبا، يوثق حالة الصراع في اليمن خلال خمس سنوات قبل اندلاع عاصفة الحزم، يسرد فيه تفاصيل احتجاجات العام 2011م، وما تلاها من مواقف سياسية وعسكرية وتحرك الحوثيين لإسقاط صعدة وما تبعها أيضا من عملية توسع تجاه محافظة عمران، وصولا الى اجتياح صنعاء، ووصول الحوثيين إلى محافظات الجنوب ومدينة عدن، ثم سطوهم على مؤسسات الدولة العامة، وكذا المؤسسات الأهلية الأخرى والشركات الخاصة، وذلك بالأدلة والوثائق الدامغة.