الإرهاب يُعدّ أداة قديمة ولكنها لا تزال فعالة في استراتيجية الحكومة الإيرانية، حيث تُستخدم كوسيلة لضمان بقاء النظام، خاصة تحت قيادة المرشد الأعلى علي خامنئي. ورغم أن هذه الأساليب قد تبدو بالية، إلا أنها تلعب دورًا حيويًا في تحقيق الأهداف السياسية وقمع المعارضين، ليس فقط داخل إيران ولكن على المستوى الدولي أيضًا.
تشير التقارير من وسائل الإعلام والجهات الأمنية المختلفة إلى تصاعد الأنشطة الإيرانية في استخدام الإرهاب كوسيلة للضغط على الدول الأخرى. فقد كشفت صحيفة واشنطن بوست، في تقرير موثق، عن استخدام الحكومة الإيرانية للعصابات الإجرامية وتجارة المخدرات كأدوات لتنفيذ عمليات اغتيال واختطاف للمعارضين على مستوى عالمي. وبناءً على مقابلات مع 15 مسؤولًا أمنيًا غربيًا، تم تسليط الضوء على تزايد هذه الأنشطة في السنوات الأخيرة، حيث تستهدف إيران بشكل متواصل المسؤولين الحكوميين والناشطين والصحفيين، خصوصًا في الأراضي الأمريكية.
الحوادث الأخيرة تُظهر بشكل جلي مدى تدخّل إيران في شؤون الدول الأخرى. فقد نجا نائب رئيس البرلمان الأوروبي، أليخو فيدال كوادراس، من محاولة اغتيال مرتبطة بالنظام الإيراني، مما دفع الأجهزة الأمنية الإسبانية إلى فتح تحقيق حول هذه القضية. مثل هذه الأحداث تكررت في العديد من الدول، حيث تمتد أنشطة إيران الإرهابية إلى تركيا وجورجيا، مما يعكس مدى قلق المجتمع الدولي حيال التهديدات التي تمثلها.
علاوة على ذلك، كشفت تقارير حديثة من شبكة "سي إن إن" عن معلومات تفيد بأن الولايات المتحدة تلقت تحذيرات حول مؤامرة إيرانية لاستهداف الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، ما يعكس حجم التحديات الأمنية التي تطرحها إيران على المستوى العالمي.
في سياق متصل، قامت الشرطة الألمانية في 24 يوليو 2024 بتنفيذ عملية واسعة النطاق ضد المركز الإسلامي في هامبورغ، والذي وُصف بأنه مركز لتصدير الإرهاب والتطرف المرتبط بالنظام الإيراني. شملت العملية تفتيش 53 موقعًا في عدة مدن ألمانية، مما يبرز جهود الحكومة الألمانية لمكافحة التطرف الإسلامي ودعم الأنشطة الإرهابية.
لا يتوقف دور إيران في الإرهاب عند حدود القتل والاختطاف، بل يمتد ليشمل دعم القوات الوكيلة والمليشيات في المنطقة، وهو ما يُعتبر جزءًا من سياساتها التوسعية والتدخلية. هذه الأنشطة تُعد جزءًا من استراتيجية إيران للحفاظ على نفوذها في المنطقة، مما يستدعي من المجتمع الدولي اتخاذ إجراءات فعّالة لمواجهة هذه التحديات.
أن الإرهاب كأداة سياسية لا يزال جزءًا من استراتيجية الحكومة الإيرانية، مما يتطلب وعيًا دوليًا متزايدًا لمكافحة هذه الظاهرة ومعالجة التدخلات الإيرانية في الشؤون الإقليمية والدولية.
*كاتبة واعلامية