التخادم الحوثي الاخواني

كانت جبهة تحرير الحديدة‬⁩ ومعركة تحرير الساحل الغربي وبلوغ طلائع القوات المشتركة‬⁩ أجزاء واسعة من مدينة وميناء الحديدة إضافة إلى جبهات الضالع‬⁩ وصعدة‬⁩ قد أرهقت الحوثيين واستنزفتهم ودب الرعب في الأوساط وعجزوا عن حشد مزيداً من المغرر بهم وأصبح الناس يرون فجر التحرير يلوح في الأفق ..
بحث الحوثيون عن مخارج من المأزق وتحرك اللوبي الدولي في طهران والدوحة وإسطنبول لإنقاذهم وتمكنوا من إستمرار تجميد الجبهات التي تخضع لسيطرة الجناح الإخواني في قرارها العملياتي في نهم وصرواح وتعز حتى طعنت جبهة تحرير الحديدة‬⁩ بقرار تآمري إسمه اتفاق استكهولم‬⁩ وكانت ضربة قاصمة!!
تزامن ذلك النشاط الإنقاذي من محور ايران ، قطر ، تركيا بجهود تخريبية سياسية وإعلامية موجهة عبر أغلب قطاعات تيار الإخوان فرع اليمن‬⁩ لحرف مسار المعركة وتوجيه البصلة تجاه التحالف الشريك ولاسيما دولة الامارات‬⁩ تمهيداً لإستهداف السعودية‬⁩ وصعدوا من لهجة الاستهداف للقوى الوطنية الأخرى.
حقق اللوبي الدولي الإيراني المتخادم مع قطر وتركيا وعملاءه من إخوان اليمن مبتغى الحوثيين وجمدوا جبهاتهم ، وصفقوا لنكبة استكهولم فتنفس الحوثي الصعداء وبدأ يجمع قواه الواهنة من جديد ويرتب نفسه بعد أن كان على حافة الإنهيار ، في ظل تخندق إخواني موجه كل جهده تجاه الجنوب ومقاومته ..
تمكن الحوثيون بعدها بأشهر وبتنسيق مع عدد من القيادات الإخوانية المتواجدين في مسقط من التآمر على جبهات صعدة‬⁩ وجمع الحوثي مقاتلين من كل مكان لإستهداف جبهة كتاف‬⁩ وتسجيل إنتصار معنوي في حدود السعودية‬⁩ بعد أن كانت جبهات تحرير صعدة‬⁩ تدق في نحره وتدحره في مركزه يوماً بعد آخر.
تزامن استهداف الحوثيون لجبهة كتاف‬⁩ بصعدة‬⁩ مع إنفجار الوضع جنوباً في عدن بين الشرعية والانتقالي الجنوبي ؛ بعد فترة من التعبئة الحادة إنتهت بتحريك قوات كبيرة من ⁧‫مارب‬⁩ لتذهب الى عدن عبر شبوة تاركة صنعاء خلفها متجاوزين أولوية تحريرها من مشروع الحوثي الإيراني الى خيار اجتياح عدن.
استثمر الحوثيون كل هذه التحولات الكارثية واستمر الإخوان في التصعيد ضد ⁧‫الامارات‬⁩ والجنوب بهدف تفكيك التحالف الذي تقوده ⁧‫السعودية‬⁩ وشرذمة القوى اليمنية المتحالفة معه بإستهداف القوى الجنوبية التي كان لها أكبر الإنجازات في معركة إستعادة الجنوب وبعض مناطق الشمال من القبضة الحوثية.
‏سعى الحوثيون بعدها لخطب ود ⁧‫السعودية‬⁩ وفتح كل خطوط الاستجداء لتهدئة جبهات الحدود والتزموا من طرف واحد بإيقاف إرسال المقذوفات البالستية مستغلين الأوضاع والجو الذي تهيأ لهم ؛ وحلمهم توقيف جبهات صعدة عن التقدم ولو لحين في ظل استمرار جبهات الإخوان في حالة الجمود والركود التام ..
بعد تخطيط وجهد محموم ونظراً لعزوف الناس عن الالتحاق بصفوف المليشيات المغضوب عليها كانوا يعدون أنفسهم للإنقضاض على جبهتي نهم وصرواح اللتين ظلتا تحت أعينهم رغم الجمود والفساد والتلاشي وكانوا ينتظرون الفرصة المواتية للانقلاب على كل التطمينات التي قدموها للإخوان وهذا ما حدث !!
إستغل الحوثيون مؤخرا كل العوامل وهاجموا جبهات نهم وصرواح والجوف وتمكنوا من إحراز تقدم في فرضة نهم وبلغوا مفرق الجوف في ظل عدم قناعة بالمواجهة من جانب الإخوان إضافة الى خيانات كارثية وفساد واضح وبالتالي فإن الحوثية لعبت بالوقت والأعصاب واستفادت من التآمر والمماحكات لا غير ..

* من حائط الكاتب على فيسبوك