مشهدك الحقيقي .. بين يديك
الأحد , 14 - أبريل - 2019

اليمنيون في أمريكا .. الاولويات والهوية ! 

2020/08/10 الساعة 01:33 صباحاً

في ظل واقعنا المرير؛ مايزيد الطين بلة؛ هو صراع أبناء الوطن في غربتهم، يتبادلون التهديد والردح في مواقع التواصل الأجتماعي، يُشهّرون ببعضهم البعض، يتبادلون الشتائم ويلجأون لأبشع الطرق والكلمات لشرح خلافهم.

المخيف والمضحك معاً أنهم صاروا كالفرق المتبارية؛ لكل فرقة مشجعون ومؤيدون،كحطب يزيد النار اشتعالاً.
نحن اليمنيون لدينا من الأوجاع مايكفي...لدينا كومة عظيمة من المشكلات التي تعيق أجيالاً من الحياة.
وفي زحمة كل هذه المشكلات، التي صارت مواقع التواصل حقلا ًخصيباً لها؛ يمكن أن نتساءل هل صارت الشهرة لعبة ممتعة لهؤلاء؟
وكأنه صار هدف الكثير، كيف تصير مشهوراً فيسمنت في يومين؟ والطريق لذلك تبدو متاحة عبر تقديم محتوىً فارغاً أو إثارة قضايا ساذجة، أو جر الناس إلى أمورٍ سطحية، والمؤسف في كل ذلك أن هؤلاء سرعان ما يجدون جمهوراً عريضاً، إن لم يكونوا هم من يتربع على قمة هذه الشبكات الاجتماعية وفي أزمنة قياسية. 
ولذلك ستجد أن أغلب النقاشات تدور حول موضوعات تافهة لاتفيد الوطن ولا الفرد ولا المجتمع بشيء، ليست أكثر من مهاترات تشعر حين تتابعها بالغثيان..
بالأخص أولئك الناشطين والذين يحظون بمتابعات وهم خارج الوطن.
أنتم يامن خرجتم من بين كومة الوجع والحروب والجهل والخوف والظلم والفقر والجوع والدمار.
لماذا تناسيتم أوجاعنا؟ وصار شاغلكم الأهم تهنئة بعضكم حصوله على جنسية جديدة، أو التصفيق لمن خلعت الحجاب، أو من ترفع علم المثليين تأييداً لهم، وعلى الضفة الأخرى من يهاجم هؤلاء، ويخوض معارك ضد ما يسميه بالانفتاح والتحرر من العادات والتقاليد، وهكذا صراع متبادل حول قضايا ليست على رأس أوجاعنا ..
مايحصل هو مخزٍ، أو أن مايحدث يهيئ لإبعاد الانظار عن قضايا حقيقية وماسة.
فأين أنتم من حالة اللادولة والفقر وهدم الحياة وإغلاق المطارات وجوع اليمنيين وحرمانهم من أبسط إحتياجاتهم من الرواتب إلى الوقود والدواء؟
متى ستتحدثون عن أطفال اليمن؟
ألم تبكيكم قضايا الجياع والمرضى والعالقين؟
النازحين؟والثكالى؟والمشردين؟
مايحدث على منصات التواصل مخزي وفاضح ؟ تتكلمون عن الشرف والقيم والحرية والقبيلة والحقوق والإنسانية
كم أنتم بارعون في المصطلحات الرنانه الفارغة، تتباهون بحريتكم وقبيلتكم وبحرية أوطان ليست بأوطانكم.
تقذفون بعضكم بقلة الشرف والجهل ونقص الدين والاخلاق، وهل تعرفون فعلاً هذه القيم وما نصيبكم منها؟
الوطنية والإنسانية والتحضر والحرية قيم عظيمة لكنكم بحاجة لحضورها في نفوسكم بشكل حقيقي .
ستبقون كالمهرجين مصدراً للضحك والسخرية..
وسيبقى اليمني عظيمًا خلوقًا شهمًا كريماً حراً في الداخل والخارج والافتراض .

فلتتجهوا إلى معاناة الناس، ابذلوا جهدا لرفعها عنهم، سخروا جهودكم للسلام ، والتخلص من الحرب ومشاريع الدمار في الداخل والخارج، التفتوا لأوجاع الناس، لمشكلاتهم الرئيسية، بدلا من السباحة في الرمل ، امنحوا فضل أوقاتكم لوطنكم والرغبة في عودته للأمان والسلام والدولة، بدلا من كل هذا الزيت الذي تصبونه !