وبدأت الخطوات العملية لتنفيذ الآلية بإعلان المجلس الانتقالي التخّلي عن الإدارة الذاتية في بيان رسمي، تلاه قرار رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي بتعيين محافظ ومدير أمن لمدينة عدن، وتكليف الدكتور معين عبدالملك بتشكيل حكومة كفاءات مناصفة بين الشمال والجنوب.
وستبدأ اللجان الميدانية مهمة جديدة، خلال الأيام القادمة، في إخراج القوات العسكرية من العاصمة المؤقتة عدن، وإعادة ترتيب الأجهزة الأمنية في المحافظة لحفظ الأمن والاستقرار، والتهيئة لعودة الحكومة التي ستعلن بعد أقل من شهر لممارسة عملها في خدمة المواطن من الداخل.
الأجواء الآن مناسبة والمؤشرات تدعو إلى التفاؤل مع تجاوز العقبات السابقة وإعلان كافة الأطراف الموقّعة على الاتفاق رغبتها الجادة في تهيئة الأجواء لتشكيل حكومة شراكة وطنية حقيقية، وإطلاق عجلة التنمية في المحافظات المحررة، والعمل من أجل الوحدة الوطنية.
وكانت كثير من الأطراف الرافضة لاتفاق الرياض تراهن على فشل الاتفاق، وفشل الجهود السعودية في احتواء الإشكاليات التي ترافقت مع بداية التنفيذ، لكن حكمة السعودية وصبرها الكبير وثقة الأطراف اليمنية بها أفشلت كلَّ تلك الأمنيات التي لا تريد لليمن الاستقرار، ونجحت السعودية في الإعلان التاريخي ليلة الـ29 من يوليو 2020 باستجابة الأطراف اليمنية لآلية تسريع اتفاق الرياض والبدء بالخطوات العملية للتنفيذ وفق الآلية المحددة.
ومما لا شك فيه أن تنفيذ هذا الاتفاق سيكون له أثر إيجابي على المواطن اليمني بدرجة رئيسية، وبدء مرحلة من الاستقرار بعد عودة الحكومة بكامل طواقمها إلى الداخل، والعمل على توفير الخدمات وإطلاق مشاريع البناء والتنمية.
ويبقى على الأطراف الموقّعة على الاتفاق مسؤولية تاريخية في تهيئة الأجواء المناسبة للتنفيذ الفوري لكافة البنود دون تأخير، وإيقاف الحملات الإعلامية المضادة، وإبداء حسن النوايا مع بعضها، والذهاب إلى تجسيد مضامين الاتفاق الذي تبنّته المملكة، وأبرزها توحيد الجهود لصناعة السلام الشامل في اليمن، وفقاً للمرجعيات الثلاث وبما يحقق مصلحة الشعب اليمني أولاً.