مشهدك الحقيقي .. بين يديك
الأحد , 14 - أبريل - 2019

رسالة إلى الرئيس الأمريكي جو بايدن

2021/01/21 الساعة 02:08 مساءً

السيد الرئيس، أبارك لكم تقلدكم رئاسة الولايات المتحدة الأمريكية. قرار الولايات المتحدة الأمريكية تصنيف ميليشيات الحوثي في اليمن “جماعة إرهابية” قرار صائب ولو أنه تأخر سبع سنوات عجاف. القرار يشمل أيضا إدراج 3 من قادة الحوثي على قائمة الإرهابيين الدوليين؛ زعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي، وشقيقه عبد الخالق الحوثي، والقائد الميداني لميليشيات الحوثي عبدالله الحكيم.
قرار واشنطن جاء واضحاً، فلا يمكن معالجة عدم الاستقرار في اليمن، من دون محاسبة المسؤولين عن عرقلة جهود السلام. الإجراءات التي ستتخذها واشنطن تشمل منع أعضاء الحوثي من دخول الولايات المتحدة، وحظر تعامل البنوك الأميركية معهم، وترحيل مهاجرين يعملون لصالح هذه الميليشيات، وفرض قيود على نشاطهم المالي وتجميد أرصدتهم في الولايات المتحدة، وتجريم تمويل المواطنين الأميركيين لهذه الميليشيات الارهابية.
أما الهدف من القرار فهو محاسبة الحوثيين على أعمالهم الإرهابية، بما فيها تهديد السكان المدنيين والبنية التحتية والشحن التجاري. اللائحة تشمل أيضاً زج الأطفال في المعارك، واستخدام المنشآت الصحية والتعليمية للأغراض الارهابية.
اضطهاد الحوثيين للأقليات الدينية وتفجير دور العبادة ليس أمراً مستغرباً، فإيران توجه الحوثي وتشجعه على القيام بجرائم ضد الأقليات. العالم يتذكر الهجوم الإرهابي في 30 ديسمبر 2020م على مطار عدن والذي تسبب في مقتل وجرح العشرات من الأبرياء.
النزعة الإجرامية للحوثيين تسببت بتهجير المعارضين، واعتقال الصحفيين والمنتقدين لممارساتهم. حاصروا المدن والقرى، فجروا المنازل، ونهبوا المساعدات الدولية. النتيجة هي مقتل عشرات الآلاف معظمهم من المدنيين، وبات أكثر من 70% من السكان يعتمدون على ما تبقى من المعونات الدولية.
زرع الحوثيون الألغام براً وبحراً مما يثبت عدم جديتهم بتحقيق الأمن والسلام في المنطقة. وكأي منظمة ارهابية أخرى، كان هدفهم، وما زال، تدمير المؤسسات الاقتصادية والتنموية في اليمن السعيد.
وصلت درجة الطبيعة الإرهابية لهذه الجماعة الخارجة عن القانون القتل الجماعي لأعضاء حكومة الكفاءات السياسية اليمنية. أطلقوا الصواريخ والطائرات بدون طيار، مستهدفين المدنيين داخل المملكة العربية السعودية، كما هددوا في منطقة الخليج مصادر الطاقة والملاحة الدولية.
أسباب هذه الجرائم واضحة للعيان؛ وهي تقويض العملية السياسية في اليمن. الميليشيات الحوثية لم تلتزم أصلاً بمخرجات الحوار الوطني وانقلبت على أكثر من 70 اتفاق مع القبائل والأمم المتحدة والحكومة اليمنية.
السيد الرئيس بايدن. ماهي الخطوة التالية؟ أهداف تصنيف الميليشيات الحوثية جماعة إرهابية واضحة، وهي تجفيف مواردهم المالية وقطع روابطهم مع المنظمات الإرهابية. لن يكون بإمكان الحوثيين تجنيد الشباب والزج بهم في ساحات المعارك، وستتوقف القبائل عن التعامل معهم، كما حدث مع القاعدة في المكلا والبيضاء. المهم أن تبدأ الجهود لإجبار قادة الميليشيا الحوثية على الدخول في مفاوضات سلام جادة، والضغط عليهم لتنفيذ الحلول السياسية.