مشهدك الحقيقي .. بين يديك
الأحد , 14 - أبريل - 2019

والكاذبون عبد الملك سيدهم!

2021/03/18 الساعة 12:52 صباحاً

يشتغل الحوثيون طول الوقت في انتاج الكذب.. لو سألت ما أكبر وأطول المواسم؟ لن تعدم من يجيبك بالقول: إنه موسم الكذب الحوثي الذي يشمل فصول السنة الأربعة.. منذ أيام تابعنا مهرجان الكذب الذي اشترك فيه مسئولون حوثيون في جهاز الأمن والاستخبارات، ودائرة التوجيه المعنوي، وقناة المسيرة، ووكالة سبأ للأنباء خاصتهم.
 

لنأخذ عينة من المعروض في ذلك المهرجان، ثم نفحصها بعد ذلك، ونترك الحكم للجمهور.. قالوا إنهم حصلوا على وثائق.. سرية.. خاصة.. كانت في حوزة أحد مكاتب وزارة خارجية الولايات المتحدة الأميركية.. أحد مكاتب، هكذا.. لكن أي مكتب، أهو مكتب التواصل الإعلامي، أم مكتب الشئون القنصلية، أم مكاتب التعليم، أم مكتب خدمة التجارة الخارجية؟ لم يذكروا، وكان من حق زبائنهم معرفة أي مكتب هو من بين مكاتب الوزارة، إذ ما دموا قد توصلوا لوثائق خاصة سرية مهمة في أحد مكاتب وزارة الخارجية الأميركية، فما المانع من ذكر مكتب الوزارة هذا؟ المكتب غير موجود، والموجود هو الكذب.. زعموا أيضا أنهم حصلوا على مكالمتين هاتفيتين تمتا في يوم واحد، بين جورج تينت مدير الاستخبارات المركزية الأميركية، والرئيس علي عبد الله صالح.. حسنا ما هي المواضيع الخطرة في المكالمتين، وفي الوثائق الأميركية السرية الخاصة؟
 

في الوثائق هناك ذكر لليمن: موقعها الجغرافي، عدد سكانها.. تصوروا، ورد فيها اسم اليمن وموقعها وعدد سكانها.. إذن لقد كان الكاذبون محقين حين قالوا إن هذه الوثائق خطرة للغاية.. وعاد فيها شيء أخطر.. فيها أن جورج تينت مدير الاستخبارات الأميركية، اتصل بالرئيس صالح، وألح على إخراج أحد العناصر الاستخباراتية الأميركية من سجن جهاز الأمن السياسي بصنعاء، حيث سجن بعد اشتراكه في تفجير المدمرة الأميركية يو إس إس كول.. ثم اتصل الرئيس بجورج ليبلغه موافقته على إطلاق سراح ذلك العنصر، وتسليمه للأميركيين، وذلك العنصر هو التكفيري أنور العولقي، حسب قول نائب رئيس جهاز الأمن والاستخبارات الحوثي اللواء عبدالقادر الشامي، الذي قال أيضا إن العولقي مرتبط بالاستخبارات الأميركية.
 

 بعد أن عرضنا تلك العينة، لنخضعها الآن للفحص.. متى وقع الهجوم الإرهابي على المدمرة يو إس إس كول بالقرب من ميناء عدن؟ وقع في شهر أكتوبر عام 2000.. جورج تينت تولى إدارة وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية من العام 1996 إلى 2004 .. أين كان أنور العولقي خلال هذه الفترة؟ كان يعيش في الولايات المتحدة الأميركية، ولم يعد إلى اليمن إلا في العام 2007.. وهذا الإرهابي لم يكن مرتبطا بالاستخبارات الأميركية، بل كان مطلوبا للولايات المتحدة لدوره في توجيه تنظيم القاعدة ثقافيا، ولحثه مسلمين في الجيش الأميركي على قتل زملائهم.. لم يسبق أن سجن العولقي في اليمن، ولا قدرت أجهزة الأمن على الامساك به، ولا تم تسليمه للأميركان، بل ترصدوه ثم اصطادوه يوم 30 سبتمبر2011 بصاروخ من طائرة دون طيار.. والعولقي كان مطلوبا لأجهزة الأمن في اليمن، لاشتراكه في جريمتين جسيمتين، لكنه حوكم غيابيا، حيث أصدرت المحكمة الجزائية بصنعاء حكما في 17 يناير 2011 حكما بحبسه مدة عشر سنوات لانتمائه للقاعدة، ولإدانته بتحريض الشاب هشام محمد عاصم على قتل مهندس فرنسي في شركة أو. إم. في. الاسترالية للغاز والنفط في أكتوبر 2010، وقضى الحكم بإعدام هشام.
 

هذه هي الحقيقة التي نعرضها أمام الذين شاهدوا.. مهرجان الكذب الحوثي.. ونقول لا تعجبوا، فجماعة رئيسها كذوب، فما عساها أن تكون إذن؟ جماعة رئيسها عبد الملك الحوثي يخطب بمناسبة مقتل أخيه حسين.. يقول إن الأميركيين حاربوا اليمنيين كي لا يقتنوا الصميل.. الصميل يا عبد الملك! وإنهم حاربوا ارتداء الثوب والكوت والشال، وشجعوا الطلاب والسياسيين على ارتداء الزي الغربي، وهو البنطلون، لكي يترك اليمني لبس الجنبية أو الخنجر.. لقد قلق الأميركيون من الخنجر حتى.. هكذا قال عبد الملك، وهو في كل ذلك كيذبان.. وأي افتراء وكذب علني أوضح من هذا؟ لكن قد قيل إن عمود الكذب البهتان.

كانت تلك عينة من كذبهم، رأينا من المناسب وزنها بالقسطاس المستقيم.. ونخمن أن الذين يرغبون في الحفاظ على سلامة عقولهم، وصحة معارفهم سوف يفعلون مثل هذا مع سائر أقوال وروايات الجماعة الحوثية المتدينة جدا جدا.


لم يبق لنا قول سوى التذكير بواقعة عرفها اليمنيون، خاصة كبار السن منهم، وهي أن الإمام يحيى حميد الدين ومن بعده ابنه الإمام أحمد كانا أيضا تاجرين متاجرين.. استورد الإمام أحمد مرة كمية من مادة القطران المعطرة، فلما أبلغه وكيله الجبلي أن الكمية لم تنفق في السوق، لجأ الإمام التاجر إلى صنع شائعة مفادها أن الجن يحيطون بالناس ليلا، وأنهم لكي يحموا أنفسهم ومن يعيلون يمكنهم استخدام سلاح يقي من هجومات الجن.. وذلك أن يضع اليمني على ناصيته، وحول مهد المولود قطرانا للحماية من الهجوم.. حينها تدافع الناس المجهلين لشراء السلاح الواقي.. شروا البضاعة الكاسدة.. تقطرنوا.. فنفق القطران من السوق.. وكسب الإمام الناصر لدين الله بهذه الكذبة ضعف المال الذي استورد به كمية القطران.