منذ أن انقلبت مليشيات الحوثي الإرهابية على السلطة في صنعاء واستطاعت السيطرة على المؤسسات العسكرية والأمنية في معظم المحافظات اليمنية ، ومنها الساحل الغربي لليمن الممتد من ..محافظة الحديدة وحتى باب المندب .. المنفذ البحري الأهم في العالم ، لجأت إلى إفراغ معسكرات الدولة من الترسانة العسكرية بمختلف أنواعها ونقلها إلى المعسكرات الخاصة بها وأخرى قامت بتخزينها في كهوف الجبال.
الألغام والعبوات الناسفة مختلفة الأحجام والأشكال والأنواع كانت أحد أخطر الأسلحة التي وضعت المليشيات يدها عليها ،بالإضافة إلى الدعم الذي كانت تتلقاه من إيران قبل تحرير مناطق واسعة من الساحل الغربي عبر ميناء الحديدة ويعد من أهم الموانئ الرئيسية في اليمن ، جعلت شهية الحوثيين تزداد شراهة لزرع المزيد من أسلحة الموت والدمار في المنطقة.
أعداد مهولة جداً من الألغام الأرضية والبحرية والعبوات الناسفة والقذائف الصاروخية والمدفعية التي زرعتها مليشيات الحوثي في البر والبحر وبطريقة عشوائية تصل إلى مايقارب المليون لغم وعبوة وقذيفة مفخخة على إمتداد الساحل الغربي براً وبحراً ، جعلت منه كأكبر حقل ألغام على مستوى في اليمن والمنطقة.
فالهدف الأبرز الذي تسعى المليشيا الموالية لإيران تحقيقه بأي ثمن ، وخصوصاً عندما انطلقت عملية النصر الذهبي لتحرير الساحل الغربي ، هو نسف الساحل الغربي بمن فيه غير آبهة بحياة السكان الذين كانوا الضحية الأولى والوحيدة لتلك الجرائم الإرهابية التي زرعت بذورها هذه المليشيا الخبيثة.
الأعداد والكميات الكبيرة من الألغام والعبوات الناسفة والقذائف التي زرعها الحوثيون في حقول عشوائية وأخرى منتظمة ، وتمكنت الفرق الهندسية لنزع الألغام من تطهيرها وإتلاف عشرات الآلاف منها حتى اللحظة مع تواصل العمل على ذلك ، يثبت للعالم مدى الحقد الذي يضمره الحوثيون لليمنيين.
أرقام مفزعة لأعدد الضحايا المدنيين الذين سقطوا جراء إنفجار الألغام والعبوات الناسفة التي زرعها الحوثيون في الأحياء السكنية والأسواق والمزارع والطرقات وفي المساجد وداخل منازل المواطنين وكل شبر فيها ، تفضح حقيقة ما تسعى إليه المليشيات الحوثية والدول التي تدعمها وتمولها.
وما يبعث على القلق لدى المتابعين للشأن اليمني هو رفض الحوثيين تسليم خرائط حقول الألغام التي زرعتها في المنطقة ، وعجز الأمم المتحدة في الضغط على المليشيا بتسليم الخرائط كاملة ، وهذا مؤشر واضح على سعي المليشيا لنسف عملية السلام الأممية وتفجير الوضع عسكرياً وإطالة أمد المعاناة لدى المواطنين جراء الحرب الظالمة التي تشنها على اليمنيين في كل مكان منذ سنوات.