مشهدك الحقيقي .. بين يديك
الأحد , 14 - أبريل - 2019

إطالة صراع اليمن لمصلحة من؟

2021/04/25 الساعة 12:58 مساءً

المجتمع الدولي يدفع باتجاه مساعدة اليمن وإنهاء الصراع فيه، وكذلك الدول العربية المحيطة التي عملت ولا تزال بهدف تحقيق كرامة اليمنيين وإيقاف التدخلات الخارجية في بلادهم، ومنع دعم الجهات المارقة وغير الشرعية كجماعة الحوثي التي تعيث فساداً في اليمن، والمسؤولة بشكل مباشر عن مصائب اليمنيين. وكانت الولايات المتحدة واضحة في هذا الشأن، إذ حمّلت الحوثي مسؤولية الحرب وطلبت على لسان سفيرتها لدى الأمم المتحدة أن تلتزم هذه الجماعة بالمشاركة بإيجاد حل للشعب اليمني، إذ لم تلتزم الجماعة حتى الساعة بأي حل سلمي للصراع. كما حمّلتها مسؤولية ما يحصل في مأرب من إزهاق لأرواح اليمنيين. 

واللافت أن الولايات المتحدة دفعت نحو نجاح حل سلمي في اليمن، وبادرت من جهتها إلى تحقيق هذا الغرض. فقد دعم الرئيس الأميركي جو بايدن وقف الحرب، كما ألغى تصنيف الحوثيين جماعةً إرهابية.. لكن كل تلك الخطوات لم تجلب الحوثي إلى طاولة المفاوضات أو تدفعه للتفكير ولو قليلاً بمصلحة اليمنيين، بل تستمر جماعته في استهداف اليمنيين في هذا الشهر الفضيل من خلال سلب أقواتهم وسرقة ثروات بلادهم، وحتى منع حركة التجارة وتقييدها. فحصار الحوثي لمحافظات مثل تعز قد تسبب في كوارث اقتصادية للسكان، وحتى قدوم الشهر الفضيل لم يغير من حسابات الحوثي.
وتستمر جماعة الحوثي المارقة باستهداف مناطق جنوب السعودية عبر هجمات بالطائرات المسيرة المفخخة، في تعدٍّ سافر على المدنيين الآمنين في تلك المناطق.
وكل ذلك يدل على أن جماعة الحوثي لا تفهم منطق السلم والمصالحة وإحلال الأمن في اليمن، وإنما تسعى جاهدة إلى تأزيم الوضع اليمني بما يخدم مصالح أسيادها ومموليها الإقليميين، ويخدم خططهم في اليمن من خلال تمكين الأذرع الخارجية ونهب ثروات الشعب اليمني، وإحلال حالة من الفوضى الدائمة خدمةً لتلك المصالح ولتكون ورقة ضغط دائمة يتم استخدامها مع دول الجوار ومع الولايات المتحدة خاصة.

المخطط الإقليمي في اليمن شبيه بالمخطط في سوريا ولبنان والعراق أيضاً، فعلى الرغم من استقرار الوضع في العراق، فإن جهة إقليمية تسعى دائماً عبر مليشياتها إلى إفقاد الدولة العراقية قدرتها على السيطرة، من خلال تعميم حالة الفلتان الأمني وتقوية المليشيات ودفعهم قياداتها إلى أكثر المناصب حساسيةً. وكل ذلك لمنع استقرار العراق وللاستمرار في نهب ثرواته في محاولة لإبعاده عن الحضن العربي، المكان الطبيعي لبلد مثل العراق. وهذه المخططات شبيهة بما يحدث في اليمن وسوريا ولبنان الذي جرى خطفه عبر «حزب الله» الذي رهن بلداً متنوع الطوائف والأديان لمصالحه الخاصة، وهي ذات استراتيجية الفوضى التي يراد لها أن تنتشر في الدول الأخرى المذكورة.

إن محاولة إطالة الصراع في اليمن لم تعد خافية على أحد؛ فحتى الجهات الدولية الداعمة للحل في اليمن، بمن فيها الولايات المتحدة، تحدثت عن إيجاد هذا الحل، حيث طالب المبعوث الأميركي الخاص باليمن بوقف شحنات الأسلحة للحوثيين، وتحدّث عن دعم كبير وفتاك لهذه الجماعة.
إن أسلوب اللين لن يجدي مع جماعة الحوثي، ولا بد من ضغوطات جدية لدفعها نحو طاولة المفاوضات وفق المبادرات المطروحة لإنهاء صراع اليمن، ومنها مبادرة الرياض، لأن استمرار الوضع اليمني على ما هو عليه سيكون كارثة كبيرة على الشعب اليمني، حيث شبح الجوع يهدد اليمنيين ولا بد من انتشالهم من هذه الهوة في أقرب وقت.

*كاتب إماراتي - نقلا عن "الاتحاد"