الموقف الأمريكي من الحوثيين، والذي لم نجد له تفسيراً طوال عام مضى، هو دافع خبراء وأتباع الحرس الثوري الإيراني، للتمادي في عدوانهم ضد دول المنطقة.
ذلك ليس كلامي، بل هو كلام أعضاء الكونغرس، الذين يطالبون الإدارة بسرعة العودة إلى القرار السابق، وهو كلام القادة العسكريين في وزارة الدفاع الأمريكية، عندما استغربوا تردد جو بايدن وإدارته تجاه الحوثيين وأفعالهم، معتبرين إلغاء تصنيفهم كونهم حركة إرهابية لم يقابل بتغيير في السلوك، وهذا يقوّض مصداقية السياسة الخارجية الأمريكية.
وزارة الدفاع الأمريكية وفي تصريح لـ«سكاي نيوز» تقول: «إن القادة العسكريين يرون اعتداء ميليشيا الحوثي على الإمارات عملاً إرهابياً»، وتضيف: «قدّمنا توصيات بإعادة تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية ذات تهديد إقليمي»، وتقول «إن (سي.آي.ايه) أي وكالة المخابرات الأمريكية المركزية، تؤيد تقييم البنتاغون بتصنيف الحوثيين منظمة إرهابية».
كل أمريكا مقتنعة، وترى خطورة أفعال تلك الجماعة المدانة دولياً، ولا تحتاج إلى تفكير وإطالة لذلك الخطر، ما عدا الرئيس ومن حوله، فما زال يدرس، ربما خجلاً، فهو لا يريد أن يعترف بأنه أساء تقدير الموقف لحظة تسلّمه إدارة البيت الأبيض، وهو «مشحون» بالحقد والكراهية ضد الرئيس السابق، ولا يريد أن يعتذر، رغم أنه يفهم لغة الاعتذار، وقد استخدمها قبل بضعة أيام، عندما اتصل بمراسل «فوكس نيوز» في البيت الأبيض معتذراً عن الألفاظ النابية، التي قالها في حقه لمساعديه من دون أن ينتبه لمكبرات الصوت».
تلك كانت قضية فردية، والموقف من الحوثيين قضية قد تلحق أضرارها بالعالم كله، خطورتهم لا تقل عن خطورة «داعش» أو «القاعدة»، ويستحقون تحالفاً دولياً للقضاء عليهم، وليس موقفاً مهزوزاً، يمنحهم مزيداً من الغرور والتطاول، وتعريض السلم العالمي للفوضى في منطقة، يحتاج العالم إلى استقرارها، ويخفض درجة المصداقية تجاه الدولة العظمى، التي لا تجيد قراءة الواقع من جوانبه الحقيقية.
نقلا عن "البيان" الاماراتية