مشهدك الحقيقي .. بين يديك
الأحد , 14 - أبريل - 2019

حملة تحجيم «الحوثية» الإرهابية

2022/02/02 الساعة 07:58 صباحاً

ما لا تفهمه الجماعات الإرهابية كـ«الحوثية»، وغيرها أن الحروب الإعلامية الصغيرة التي تقودها عبر قنواتها التلفزيونية وأدواتها الإعلامية، وحتى نشر أكاذيبها عبر محطات تلفزيونية كقناة «الجزيرة»، التي ما زالت تقبع في إثمها، لا يشكل كله شيئاً يذكر أمام قوة ومنعة الدول المستقرة الآمنة، المحصنة بقوات مسلحة كفؤة ومتأهبة، وبشعب واعٍ يدرك أن هذه الأكاذيب الإعلامية، ليست إلا إشارات احتضار تسبق النزاع الأخير.
أما الترويج الإعلامي «الحوثي»، الذي رافق الصاروخ الباليسيتي الذي أطلقه المتمردون «الحوثيون» من الجوف في اليمن في ساعة مبكرة من صباح يوم الاثنين الماضي، خلال زيارة الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ إلى دولة الإمارات العربية المتحدة، فما هو إلا محاولة بائسة من الجهة التي تدعم الإرهاب الحوثي بالمال والسلاح، بعد ظهور ما يدلل على انهيار محادثات الاتفاق النووي في فيينا، لإرسال رسالة إلى الجانب الأميركي أن إيران وأذرعها في الشرق الأوسط، ما زالت تمتلك بعض مظاهر القوة، حيث يصر الجانب الأميركي على فتح ملف تسليح هذه الأذرع وعملياتها في لبنان والعراق وسوريا واليمن، وعلى إيجاد حل جذري لتمويل إيران لهذه الميليشيات ودعمها.
إضافة إلى ذلك فإن الوعي الشعبي والسياسي في دولة الإمارات العربية المتحدة، وفي معظم دول الخليج العربي يعلم أن التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية وقيادة العمليات المشتركة بوزارة الدفاع الإماراتية قد مارس حق الرد القانوني والشرعي على كافة منصات إطلاق الصواريخ «الحوثية» وعمل على تدميرها الواحدة تلو الأخرى، بل ساهم التحالف العربي بدعم العمليات العسكرية الأخيرة التي قامت بها «ألوية العمالقة» الجنوبية لاستكمال عملية «إعصار الجنوب» وتطهير وتحرير كثير من المناطق التي احتلها «الحوثي» وتطهيرها بشكل ملف مديريات بيحان في محافظة شبوة ومديرية حريب في محافظة مأرب من قبضة «الحوثيين»، وتراجعهم إلى أوكارهم المظلمة.
تزايد الوعي الاجتماعي الدولي والعربي والخليجي في الثقة بدولة الإمارات العربية المتحدة وقيادتها الحكيمة وقدرتها السياسية والعسكرية بالأخذ بزمام المبادرة لمحاصرة جماعة «الحوثية» المتمردة المدعومة من إيران، سياسياً وعسكرياً، ووضعها في زاوية ضيقة، سواء بتصنيفها كمنظمة إرهابية، أو بقصف منصات إطلاق الصواريخ أو بدعم عمليات «ألوية العمالقة» الجنوبية على الأرض، والإشراف مع التحالف العربي على الغطاء الجوي الكامل، سوف يدفع بلا شك، نحو استسلام هذه الجماعة أو قبولها المبكر لمبادرات السلام التي طرحتها الأمم المتحدة أكثر من مرة.
يجب على الأميركان، وبأسرع ما يمكن، وكما أدان المتحدث باسم الخارجية الأميركية «نيد برايس» هجوم «الحوثيين» في حسابه على موقع التواصل الاجتماعي تويتر بقوله «بينما يزور رئيس إسرائيل الإمارات لبناء الجسور وتعزيز الاستقرار في جميع أنحاء المنطقة، يواصل الحوثيون شن هجمات تهدد المدنيين»، أن تتجه الولايات المتحدة، إلى تصنيف «الحوثية» منظمة إرهابية دون مماطلة أو تسويف، وكذلك ممارسة الضغوط الهائلة في مفاوضات فيينا، لوضع حد نهائي لملف تسليح إيران للجماعات الإرهابية في الشرق الأوسط والكف عن تدخلاتها في سيادة الدول العربية وأن يكون ذلك هو الشرط الأول الذي يقبل استمرار تلك المفاوضات وبحضور الدول المعنية، وعلى رأسها كل من دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية.
إضافة إلى ذلك، فإن المجتمع الدولي كله يعلم أن «الحوثية» الإرهابية ما زالت تستخدم الأطفال وقوداً لمعاركها الإرهابية، حيث خلص تقرير للأمم المتحدة إلى أن جماعة «الحوثي» تستدرج الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 10 و 17 عامًا للقتال كذلك تنشر «الحوثية» أيديولوجيتها المتهاوية في المعسكرات الصيفية والمساجد لتجنيد الأطفال، حسب لجنة خبراء تابعة للأمم المتحدة، والتي ذكرت إن ما يقرب من 2000 طفل جندهم المتمردون «الحوثيون» في اليمن لقوا حتفهم في ساحة المعركة، كما ذكر تقرير سنوي لمجلس الأمن صدر مؤخراً على وجود أدلة على أن «الحوثيين» استخدموا عدة معسكرات صيفية ومسجد لنشر أيديولوجيتهم وتجنيد الأطفال، وصدرت تعليمات للأطفال بترديد شعار «الحوثيين» (الموت لأميركا، الموت لإسرائيل»، وفي أحد المعسكرات «الحوثية»، أثبت التقرير تعليم أطفال لا تتجاوز أعمارهم 7 سنوات تنظيف الأسلحة والتهرب من الصواريخ! الوعي الدولي المتزايد، وقيادة دولة الإمارات لحملة تحجيم «الحوثية» الإرهابية ومحاصرتها، ودفعها للاستسلام أو السلام ستبقى مستمرة دون تهاون، وأما حملات «الحوثي» الإعلامية، فهي مجرد معارك وهمية، لا تغني ولا تسمن من جوع.

* لواء ركن طيار متقاعد - نقلا عن "الاتحاد" الاماراتية