مشهدك الحقيقي .. بين يديك
الأحد , 14 - أبريل - 2019

جرائم الحوثي في اليمن.. بالأرقام!

2022/02/03 الساعة 08:43 صباحاً

في تقرير نشره مكتب حقوق الإنسان بمحافظة مأرب في اليمن خلال الفترة من 1 أكتوبر 2014 وحتى 31 ديسمبر 2021، تم رصد بعض الجرائم والانتهاكات التي ارتكبتها مليشيا الحوثي ضد الإنسانية، وبالأخص ضد الطفولة في تلك المنطقة وما جاورها، واعتمد التقرير على جملة من الإجراءات في الرصد والتوثيق طبقاً للمعايير المتعارف عليها دولياً، من خلال التحقيقات التي أجراها الفريق المشارك في الرصد والتوثيق، والأدلة التي حصل عليها معتمداً على أقوال الضحايا وأقاربهم وأقوال الشهود، وإفادات الطواقم الطبية المسعِفة وتقارير الخبراء العسكريين والصور ومقاطع الفيديو، واعتمد التقرير على التقارير الطبية وتصريحات المسؤولين في مكتب الصحة في المحافظة والمسؤولين في المستشفيات.. ما يعني أنه تقرير جاء وفق أدق أدوات التوثيق من مصادرها.
كشف التقرير الذي نشره مكتب حقوق الإنسان بمأرب أرقاماً صادمة ومريعة عن حالات القتل والإصابات بين الأطفال، حيث تحقق المكتب من مقتل وإصابة (1028) طفلاً في محافظة مأرب خلال الفترة التي تضمنها التقرير، كما بلغ عدد الأطفال الذين تعرضوا للقتل (296) طفلاً في مأرب لوحدها منهم (147) قتلوا بالألغام، و(149) قتلوا بالصواريخ والمقذوفات الجوية الحوثية، بالإضافة إلى إصابة (732) طفلاً منهم (311) أصيبوا بالألغام، و(421) أصيبوا بسبب القذائف والصواريخ التي استهدفت الأحياء السكنية لمناطق مدنية مأهولة بالسكان. 

وسجل التقرير منذ بداية عام 2015 وحتى نهاية 2021 إطلاق مليشيا الحوثي (356) صاروخاً باليستياً على غرب وجنوب وشمال ووسط مأرب استهدفت مناطق سكنية، كما قامت بتجنيد (1748) طفلاً والزج بهم في جبهات القتال، وقد قتل منهم في هذه المعارك (124) وأصيب (529)، وما يزال (472) يحاربون في جبهات القتال، بينما هناك (323) مصيرهم مجهول حتى اليوم. هذا علاوة على عدد كبير من الأطفال تم اختطافهم واعتقالهم في سجون الحوثي دون جريرة!
ويلقي التقرير الضوء على الاستهداف الممنهج للعملية التعليمية بمناطق سيطرة الحوثيين في اليمن، مما تسبب في حرمان (54875) طفلاً من التعليم الأساسي، بالإضافة إلى القصف العشوائي والمستمر على المؤسسات التعليمية، كما تكشف الأرقام التي رصدها المكتب استهداف مليشيات الحوثي (195) منشأةً تعليميةً في محافظة مأرب وذلك عبر قصفها بالصواريخ الباليستية أو التفجير والنهب، أو الاقتحام أو استخدامها كمقرات عسكرية.. ما أدى إلى تدمير (21) منشأة تعليمية وتدمير جزئي لـ(78) مدرسة، واستُخدمت لأغراض عسكرية مثل التدريب وتخز ين الأسلحة (35) مدرسةً تعليميةً، وما تزال المليشيات تحتل (61) منشأة تعليمية وتستخدمها في أعمالها والإجرامية داخل المحافظة وما حولها!
ومن ناحية أخرى، فقد بلغ إجمالي قصف المنشآت الطبية والصحية (105) قصفات، حيث وصل عدد المستشفيات التي دُمرت كلياً (16)، فيما تعرضت لتدمير جزئي (32) منشأة طبية. وكما حدث مع المنشآت التعليمية فقد تم استخدام المنشآت الصحية أيضاً لأعمال عسكرية كالتدريب والتخزين والتحشيد، حيث استُخدمت (14) منشأة طبيةً لأغراض عسكرية، وتم اقتحام ونهب عدد آخر!
حين اطلعت على التقرير والصور المرفقة به، راعني ما شاهدته من انتهاكات وجرائم، واستوقفتني عدة تساؤلات عن دور الأمم المتحدة والمجتمع الدولي ومواقفهما الحقيقية من هذه الانتهاكات بحق الطفولة، فالإحصائيات المنشورة تشير إلى تزايد مستمر لا يتوقف في انتهاكات صارخة وممارسات إجرامية بحق الطفولة نتيجة التصعيد العسكري الذي تمارسه مليشيا الحوثي المدعومة من إيران ضد سكان محافظة مأرب، والذي تضرر منه بالدرجة الأولى الأطفال، خصوصاً مع ازدياد تدفق النازحين ومواجهة الصواريخ الباليستية والطائرات المفخخة والألغام والعبوات الناسفة، وحرمان هؤلاء الأطفال من الرعاية الصحية اللازمة، ومن حق التعليم والحياة الآمنة الكريمة.. ما يعد انتهاكاً صارخاً للأعراف والقوانين الدولية!
تساؤل آخر.. التقرير الذي كشف عنه مكتب حقوق الإنسان في مأرب، أليس من العدل أن يأخذ صداه لدى الرأي العام الدولي، وأن تتبناه المنظمات الإنسانية؟ أم أن حكاية فتاة هاربة أو موقوفة أمنية في منطقة الخليج أهم من هذه الفظاعات التي ترتكب ضد الإنسانية والطفولة لمجتمع بأكمله في مأرب؟!

* كاتبة سعودية - نقلا عن "الاتحاد" الاماراتية