مشهدك الحقيقي .. بين يديك
الأحد , 14 - أبريل - 2019

أردوغان في الإمارات.. دلائل سياسية واستراتيجية

2022/02/15 الساعة 10:19 مساءً

 
 

بعد ركود كبير في العلاقات بين البلدين وصل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى ابو ظبي في زيارة رسمية لدولة الإمارات، أطلقت المدفعية طلقات ترحيبية ورسمت ست طائرات حربية العلم التركي في السماء، في اليوم الذي سبق الزيارة تم رسم العلم التركي بالأضواء على برج خليفة مع أصوات النشيد الوطني التركي وعبارات ترحيبية باللغة التركية، هذه الزيارة تعد الأولى منذ عقد من الزمن ومنذ انتخاب أردوغان رئيساً لتركيا في العام ٢٠١٤، توصف زيارة أردوغان بالتأريخية وتأتي بعد زيارة قام بها ولي عهد ابو ظبي محمد بن زايد إلى تركيا قبل حوالي شهرين حركت المياه الراكدة ودفعت بالعلاقات نحو المضي قدماً بعد فترة جمود وتوتر بسبب عدد من الملفات منها اتهامات تركية للإمارات بدعم انقلاب ١٥ تموز عام ٢٠١٦ بالإضافة إلى التباينات حول ثورات الربعي العربي، جرى في تلك الزيارة توقيع اتفاقيات اقتصادية ضخمة وفتح صندوق استثمار إماراتي لدعم الاستثمار في تركيا بقيمة ١٠ مليار دولار. 
في هذه الزيارة من المزمع توقيع اثنا عشر اتفاقية في هذه الزيارة تشمل الاقتصاد والدفاع والبنى التحتية وعدد من المجالات الأخرى، من المتوقع ان يزور أردوغان مدينة دبي ويوقع عدد من اتفاقيات التعاون خلال زيارته التي تستمر يومين، العالم يتغير ولغة المصالح فوق كل الاعتبارات واعداء الأمس حلفاء اليوم والعكس وعلى هذا الإطار مستقبلاً يسير العالم المليء بالتحولات والتناقضات التي لا تنتهي، يأتي هذا التحول في العلاقات التركية الإماراتية بعد تقارب ايضاً مع مصر والسعودية في وقت يحبس فيه العالم أنفاسه ترقباً  لهجوم روسي على أوكرانيا والذي قد يمتد تأثيره لأوروبا وتركيا العضو الأقوى في الناتو بعد الولايات المتحدة الأمريكية حليف أوكرانيا التي تعارض الهجوم الروسي. 
توقيت الزيارة يأتي مع اقتراب تركيا من الإحتفال بالذكرى المئوية لتأسيس الجمهورية واقتراب موعد الانتخابات الرئاسية العام المقبل في وقت يشهد الاقتصاد التركي تحديات اقتصادية صعبة من زيادة التضخم وانخفاض كبير في قيمة الليرة التركية، بالمقابل تأتي هذه الزيارة في ظل تحولات كبيرة في حرب اليمن ووصول الحوثيين إلى قلب ابو ظبي ودبي من خلال الهجمات بالطائرات المسيرة والصواريخ الباليستية والتي زادت حدتها في الآونة الأخيرة، وبالتالي فهناك مصالح مشتركة وشراكة استراتيجية قادمة بين الدولتين فكلاً بحاجة إلى الآخر ولغة السياسة ليس لها سقف.