مشهدك الحقيقي .. بين يديك
الأحد , 14 - أبريل - 2019
الرئيسية - المشهد اليمني - تقرير دولي يوثق شهادات مروعة عن مجازر حوثية في 2015

تقرير دولي يوثق شهادات مروعة عن مجازر حوثية في 2015

الساعة 10:39 مساءً (المشهد الخليجي/ متابعات خاصة)

أعاد فريق الخبراء الدوليين المعني بالشأن اليمني التذكير بالفظاعات التي ارتكبتها ميليشيات الحوثي ووثق المجازر الجماعية التي طالت السكان المدنيين في مدينة عدن جنوب البلاد، أثناء اجتياحهم لها عام 2015.

وأفاد تقرير الخبراء المقدم لمجلس حقوق الإنسان في دورته الحالية المنعقدة بمدينة جنيف السويسرية، بأن ميليشيات الحوثي ارتكبت في يوم واحد مجزرة مروعة بحق المدنيين في عدن، حيث قتلت 107 مدنيين، بينهم 32 امرأة و29 طفلاً، مشيراً إلى أن عدد المصابين في هذا الهجوم الدموي للميليشيات الحوثية على مناطق مدنية في مديرية دار سعد بعدن، بلغ 198 مدنياً، بينهم 42 امرأة و28 طفلاً، فضلاً عن تدمير 14 منزلاً بشكل كامل.

وأوضح التقرير أن الميليشيات الحوثية وبعد تعرض مقاتليها لهزيمة كبيرة صباح يوم 19 يوليو 2015، شنت "هجوماً هو الأكثر دموية بين سلسلة من الهجمات التي انطوت على ما يبدو على قصف عشوائي واستخدام أسلحة خفيفة ضد المدنيين والمواقع المدنية في دار سعد".

القصف طال مساجد ونازحين

وتشمل المناطق التي تعرضت للقصف "الغليل" و"الشرقية" و"البساتين"، وجوار مسجد شيخان ومسجد الرحمة ومدرسة الشوكاني التي تؤوي عددًا كبيرًا من النازحين.

وأكد التقرير أن "آثار القصف المعنوية والنفسية مستمرة حتى اليوم، حيث يعاني الكثير من الأشخاص من صدمة فقدان أفراد من الأسرة. ومن بين المصابين، لا يزال 18 شخصا يعانون من إعاقات، ومن بينهم أربع نساء وثلاثة أطفال فقدوا أطرافهم أو بصرهم أو أصيبوا بجروح خطيرة".

وذكر تقرير الخبراء أن الهجوم الذي شنه الحوثيون على النازحين والسكان في دار سعد، يمثل انتهاكاً للقوانين الدولية.

ناجٍ يروي

في سياق متصل، روى ناجٍ من مجزرة منطقة التواهي في مدينة عدن شهادته للخبراء قائلاً "حوالي 50 أسرة، أي أكثر من 500 شخص، كانوا مجمّعين في منطقة الميناء بانتظار الرحيل إلى البريقة هربًا من القتال. فجأة وقعت علينا أربع قذائف وسقطنا في الماء وكنا نسبح في الدماء وبين أشلاء الأجسام. رأيت ثماني أو تسع جثث وغيرها الكثير حول الميناء أثناء جمعها. رأيت طفلاً مات غرقاً. رأيت عائلة مقطّعة إلى أشلاء. رأيت عائلة من ثلاث بنات صغار قُتلت والدتهن. كنت أعرف الأب الذي انتحر بعد شهر".

كان الهجوم في 6 مايو 2015 واستهدف ميناء التواهي في عدن، ما أسفر عن مقتل أكثر من 40 مدنياً وإصابة أكثر من 160 أغلبهم من النساء والأطفال.

يقول التقرير إن الناس "كانوا يهرعون إلى ميناء التواهي للفرار على متن قوارب إلى شبه جزيرة البريقة، وبينما كان المسافرون يركبون القوارب، سقطت القذائف بالقرب من الرصيف. سقطت قذيفتا هاون في الماء. ثم سقطت مجموعة ثالثة على متن قارب يحمل بين 20 إلى 30 راكباً، وضربت مجموعة رابعة جدار الميناء ووقعت شظايا على الرصيف. كما أفاد شهود أنهم رأوا نيران أسلحة صغيرة في المياه اشتعلت النيران في القارب الذي ضربه القصف. وقد توفي بعض ركاب القارب نتيجة القصف، وعلق بعضهم في النيران، بينما غرق آخرون بعد القفز في الماء. أما الشظايا على الرصيف فقد قتلت وجرحت كثيرين آخرين".

ويتحدث التقرير عن جرائم أخرى ارتكبتها ميليشيات الحوثي في عدن ترقى إلى جرائم حرب، منها منع عشرات المرضى من الوصول إلى المستشفيات ما تسبب بوفاة عشرات النساء والأمهات وكبار السن، جراء عدم حصولهم على الخدمات الطبية.

تصفية وإعدامات

ويشير إلى قيام الميليشيات الحوثية بتصفية وإعدام عشرات المرضى والجرحى خلال اقتحامهم وسيطرتهم على المستشفيات الخاصة والعامة في عدن، وتحويلها إلى مواقع عسكرية.

وخلص الفريق إلى أن الحوثيين استخدموا الأسلحة المتفجرة ذات النطاق الواسع لمهاجمة المناطق المكتظة بالسكان المدنيين والمواقع المدنية، ما تسبّب في سقوط عدد كبير من الضحايا والمعاناة والتدمير واسع النطاق. وأصابت هذه الهجمات المساكن والمباني والقوارب والأسواق والمحلات التجارية والفنادق.

ووفق التقرير فإن لدى فريق الخبراء أسباباً معقولة للاعتقاد بأن الحوثيين ارتكبوا عمليات قتل واستهداف مباشر للمدنيين، قد تؤدي هذه الأعمال إلى مسؤولية جنائية فردية عن جرائم الحرب.