مشهدك الحقيقي .. بين يديك
الأحد , 14 - أبريل - 2019
الرئيسية - المشهد اليمني - ماذا لو سقطت مأرب بيد الحوثي...تقرير بريطاني يكشف العواقب

ماذا لو سقطت مأرب بيد الحوثي...تقرير بريطاني يكشف العواقب

مقاتلون يتبعون القوات الحكومية في مارب
الساعة 11:12 صباحاً (المشهد الخليجي)

ذكرت هيئة الاذاعة البريطانية "بي بي سي" أن من شأن وقوع محافظة مأرب (شمال شرق اليمن) الغنية بالنفط والغاز بأيدي الحوثيين أن يسلب حكومة وقوات الرئيس المعترف به دولياً عبدربه منصور هادي آخر معاقلها على الأرض في الشمال الذي يسيطر الحوثيون على أغلب محافظاته الثلاث عشرة تقريباً بما في ذلك العاصمة صنعاء.

وأشارت الهيئة في تقرير بعنوان "حرب اليمن: معركة مأرب ...الرياض وواشنطن بين حساب الربح والخسارة" أنه قد لا يقتصر ذلك في حال حدوثه على إضعاف مركز تلك الحكومة في أي مفاوضات محتملة مستقبلاً فحسب بل أن يؤدي إلى خروج تدريجي لها من المشهد أو إلى بقائها شكلاً في أحسن حال خصوصاً إذا تقلص حجم الدعم الذي يفترض أن التحالف السعودي لا يزال يوفره لها.

وبين التقرير أنه في حال سقوط مارب "قد يتحول الصراع إما إلى مواجهة بين شمال البلاد الخارج في معظمه عن سيطرة حكومة هادي مع جنوبها الذي تواجه فيه هذه الحكومة منافسة شديدة مع المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم بقوة من قبل الإمارات العربية المتحدة، أو أن نشهد إلى جانب هذا أو بدونه اصطفافا (سنياً ) عريضاً غير مستبعد في شمال وجنوب البلاد مدعوماً من قبل الرياض في مواجهة (المشروع الشيعي) للحوثيين الزيدية المتحالف مع طهران".

وأضاف التقرير: "كما يكمن جزء من خطورة المشهد الراهن في أن هجوم الحوثيين على مأرب يتم وسط ما يبدو في نظر البعض أشبه بخذلان من قبل أطراف داخل التحالف السعودي وحتى على الصعيد السياسي اليمني بما فيه قوى قبلية في مأرب نفسها وذلك نكاية بحزب التجمع اليمني للإصلاح ذي التوجه الإسلامي المتهم طوال السنوات الماضية بالسيطرة على محافظة مأرب وثرواتها المعدنية والطبيعية الأخرى".

وأشار التقرير إلى أن محللين يحذرون من مغبة التراخي إزاء هجوم الحوثيين على مأرب المحافظة النفطية المتاخمة للحدود السعودية، ويرون أن السعوديين قد يرتكبون خطأً استراتيجياً جسيماً في حال عدم أخذ هذه التطورات على محمل الجد الذي تتطلبه منهم.

وحذر سياسي يمني كبير طلب إخفاء هويته - بحسب بي بي سي - من مخاطر "أن تتوهم السعودية أن بإمكانها في حال هزيمة الإصلاح في مأرب أن تتوصل إلى صفقة مع الحوثيين لضمان أمن حدودها الجنوبية" مشيراً إلى أن الرياض "لن تتمكن من جعل الحوثيين جاراً وشريكاً لأمنها، ولا من لجم الطموحات المختلفة للحوثيين إذا تمكنوا من ثروة مأرب النفطية والغازية وبسطوا سلطتهم على كامل المحافظات الشمالية المحاذية لحدود المملكة خصوصاً أن قرار الحوثيين النهائي بيد طهران وليس بأيديهم" بحسب تعبيره!.

وذكر التقرير أنه في جانب آخر من مخاطر الهجوم على مأرب الذي تزامن مع هجمات أخرى في العمق السعودي هو أنه يبدو رداً غليظاً على مبادرات الإدارة الأميركية الجديدة لوقف مبيعات الأسلحة للسعودية ولإلغاء تصنيف الحركة الحوثية كمنظمة إرهابية عالمية وتعيين ممثل خاص لواشنطن في اليمن، إذ يوحي انطلاق زحف الحوثيين نحو مأرب عقب إعلان هذه المبادرات بأيام بعدم اكتراث من قبل الحركة الحوثية بها.

ويعتقد البعض بأنه مثلما جاءت مبادرة إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب لوصم الحوثيين بالإرهاب متعثرة ومتأخرة إلى ما قبل أيام من انتهاء ولايتها ، فإن إلغاء إدارة جو بادن الجديدة لذلك التصنيف أتى هو الآخر متسرعاً ومرتبكاً، ولن يمهد الطريق التي تأمل واشنطن أن يسلكها الحوثيون للعودة إلى طاولات التفاوض.

واعتبر التقرير أنه من غير المستبعد في الوقت ذاته انكسار زحف الحوثيين على مأرب ، الأمر الذي قد تكون له كما لنجاحه آثاره الخطيرة التي يمكن أن ينعكس أولها على الوضع الإنساني في هذه المحافظة التي استضافت ما يزيد على مليونين من النازحين إليها هرباً من جحيم القتال في مختلف مناطقهم.

وقال الكاتب والمحلل السياسي المهتم بالشأن اليمني آدم بارون في ذلك "تطوراً يهدد بخلق أزمة إنسانية كبيرة. لقد شاهدت القتال يصل بالفعل إلى مخيمات النازحين في منطقة (صِرْواح) غرب المحافظة ، وإذا تحرك القتال باتجاه مأرب فسيكون هناك نزوح جماعي كبير في أنحاء مختلفة".

وأكد التقرير أن انتكاسة الهجوم على مأرب التي تتطلع الحركة الحوثية منذ زمن إلى السيطرة عليها لن تتوقف عند حدود مأرب بل يمكن في رأي خبراء أن ترتد على الحركة نفسها وتتسبب في انقسامات وتصدعات عميقة داخل صفوفها بالنظر إلى حجم (التضحيات) البشرية والمادية التي خسرتها عند أسوار مأرب.