مشهدك الحقيقي .. بين يديك
الأحد , 14 - أبريل - 2019
الرئيسية - المشهد اليمني - وكالة أميركية تكشف كواليس محادثات "القنوات الخلفية" بين السعودية والحوثيين [ترجمة خاصة]

وكالة أميركية تكشف كواليس محادثات "القنوات الخلفية" بين السعودية والحوثيين [ترجمة خاصة]

خالد بن سلمان كان في زيارة الاثنين الماضي إلى الوسيط العماني
الساعة 10:49 مساءً (المشهد الخليجي - ترجمة خاصة)

كشفت وكالة اسوشيتد برس الاميركية، أن المملكة العربية السعودية تجري محادثات "غير مباشرة" من وراء الكواليس مع ميليشيا الحوثي الانقلابية لإنهاء الحرب المستمرة منذ خمس سنوات في اليمن.

ونقلت "اسوشيتد برس" عن  مسؤولين من الجانبين إن المفاوضات تجري المفاوضات بالتنسيق مع سلطنة عمان، باعتبرها "وسيط".

وتقدم سلطنة عُمان نفسها على أنها "وسيط محايد"، وفي إشارة محتملة إلى أن محادثات القناة الخلفية قد تتصاعد، وصل نائب وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان إلى مسقط يوم الاثنين.

وتم التواصل بين الجانب السعودي والوفد المفاوض للمتمردين الحوثيين عبر الفيديو خلال الشهرين الماضيين، وفقا للمفاوض الحوثي لجمال عامر. كما تحدثوا من خلال وسطاء أوربيين، وفقًا لما ذكره ثلاثة مسؤولين من الحوثيين.

وبدأت المحادثات بوساطة سلطنة عمان في سبتمبر، بعد أن استهدفت طائرة بدون طيار حوثية معملاً رئيسيًا لمعالجة الخام في المملكة العربية السعودية - الأكبر في العالم - وقطعت بشكل كبير إمدادات النفط العالمية. وألقت الولايات المتحدة باللوم على إيران التي نفت تورطها.

وأظهر الهجوم ضعف أمن المنشآت النفطية في المملكة العربية السعودية، ويبدو أنه دفع الرياض نحو التفاوض على إنهاء الحرب باهظة التكلفة، كما أن المملكة تواجه ردود فعل غضب متنامية ضد دورها في حرب اليمن، بما في ذلك من قبل الكونغرس الأميركي.

وقالت أسوشيتد برس إن المحادثات الحالية تركز على الأهداف المؤقتة، مثل إعادة فتح مطار صنعاء الدولي في العاصمة صنعاء، والذي أغلقه التحالف الذي تقوده السعودية عام 2016. وكذلك إنشاء منطقة عازلة على طول الحدود اليمنية السعودية في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين.

وقال وزير الخارجية اليمني الأسبق أبو بكر القربي من سلطنة عمان، لوكالة أسوشييتد برس، إن أهم اهتمامات السعوديين تشمل تفكيك قدرات الحوثيين الباليستية وطائرات بدون طيار وأمن حدود المملكة.

وبحسب أسوشيتد برس يبحث السعوديون عن ضمانات بأن الحوثيين سوف ينأون بأنفسهم عن القوة الشيعية "إيران". فلطالما كانت الرياض تخشى أن يتمكن الحوثيون من تأسيس نفوذ إيراني على طول الحدود السعودية اليمنية.

وقال أحد المسؤولين الحوثيين إن هذه المحادثات قد تمهد الطريق لمزيد من المفاوضات رفيعة المستوى مطلع العام المقبل.

وأوضحت وكالة اسوشيتد برس أن جميع المسؤولين، باستثناء عامر والقربي، تحدثوا شريطة عدم الكشف عن هويتهم لأنهم غير مخولين بالتحدث إلى الصحفيين بشأن مفاوضات "القنوات الخلفية".

واعتبرت الوكالة الاميركية أن التقارب الأخير - إذا تحقق - يمكن أن يضع حداً لحرب أسفرت عن مقتل أكثر من 100 ألف شخص، وتدمير البنية التحتية في اليمن، وتشريد الملايين، ودفع سكان البلاد البالغ عددهم 30 مليون شخص إلى واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم.

وأضافت الوكالة "ومع ذلك، يبقى أن نرى كيف يمكن لمحادثات السلام المستقبلية أن تشكل يمن ما بعد الحرب، الذي تجزأ بعمق إلى صدوع طويلة، طوال فترة الصراع".

وذكرت اسوشيتد برس أن مسؤول سعودي بارز أخبر الأسبوع الماضي مجموعة من المراسلين في واشنطن أن "هناك شعور بأننا بحاجة إلى التحرك لحل هذا النزاع". وقال إن المحادثات الجارية تركز أيضًا على تبادل الأسرى بين الأطراف المتحاربة.

ولفتت أسوشيتدبرس إلى أن هناك علامات على أن جميع المشاركين في القتال يبحثون عن مخرج، مشيرة إلى أن دولة الإمارات العربية المتحدة، وهي عضو في التحالف الذي تقوده السعودية، حاولت إخراج نفسها من النزاع وقالت الشهر الماضي إنها ستنسحب من اليمن، بعد أن أمضت سنوات في تمويل وتدريب الميليشيات والفصائل السياسية الانفصالية في جنوب اليمن.

وقالت أسوشيتد برس إن المحادثات بين المتمردين اليمنيين والسعوديين ليست جديدة، فسبق أن أبرم الجانبان وقفا لإطلاق النار في عام 2016 بعد اجتماع في منطقة عسير بجنوب السعودية، لكن الهدنة انهارت في وقت لاحق.

وقال جمال عامر، المفاوض الحوثي، إن تبادل الرسائل بين الجانبين لم يتوقف وأنهم "أبقوا نافذة مفتوحة" للحوار.

وبحسب الوكالة الاميركية جلس كل من الحوثيين وحكومة هادي على طاولة المفاوضات عدة مرات، وعلى الأخص في المحادثات التي توسطت فيها الأمم المتحدة في السويد في ديسمبر الماضي، عندما توصلوا إلى خطة سلام مبدأية تضمنت وقف إطلاق النار في ميناء الحديدة، ممر الواردات اليمنية وشريان حياة المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون.

ومع ذلك، فإن المحادثات التي تتم بوساطة سلطنة عمان ليست شاملة لجميع أطراف النزاع، وفقًا لمسؤول حكومي يمني.

وقال مستشار الرئيس عبدربه منصور هادي، عبدالعزيز جباري، وهو أيضًا نائب رئيس البرلمان، لـ"أسوشيتدبرس" إن الحكومة لاتمتلك رؤية حول ما يتفاوض عليه السعوديون.

وأضاف إنه يخشى أن تتمكن السعودية من إبرام صفقة، لجعل العاصمة اليمنية وغيرها من المناطق الرئيسية التي يسيطر عليها الحوثيون، حصريًا تحت سيطرة المتمردين - مما يعزز الفجوة في البلاد.

وقال جباري "سيكون ذلك خطأ فادحا يأسف عليه السعوديون بشدة."

يقول سلمان الأنصاري، المعلق السعودي الذي يرأس منظمة الضغط الموالية للسعودية والمعروفة باسم لجنة العلاقات العامة السعودية الأميركية، إن نجاح السعوديين في التوسط في وقت سابق من هذا الشهر بين حكومة هادي والقوات المدعومة من الإمارات العربية المتحدة الانفصاليون الجنوبيون لوقف القتال المستمر منذ أشهر في جنوب اليمن، شجعهم على الدخول في مفاوضات مع الحوثيين.

وقال الأنصاري: "لن تتنازل المملكة عن أي شيء". "خاصة عندما يتعلق الأمر بتأمين حدودها وردع النفوذ الإيراني".