مشهدك الحقيقي .. بين يديك
الأحد , 14 - أبريل - 2019
الرئيسية - المشهد اليمني - اليمن...هدنة خامسة في مهب الريح [تقرير خاص]

اليمن...هدنة خامسة في مهب الريح [تقرير خاص]

مسلحون حوثيون
الساعة 10:59 صباحاً (المشهد الخليجي - خاص)

دخلت هدنة جديدة أحادية الجانب معلنة التحالف العربي بقيادة السعودية في اليمن، حيز التنفيذ منذ الخميس الماضي، وسط تشكيك مراقبين في التزام وقبول ميليشيا الحوثي الانقلابية بالهدنة الجديدة التي تعد الخامسة من نوعها منذ اندلاع الحرب في اليمن منذ أكثر من ست سنوات، وراح ضحيتها أكثر من 100 ألف مدني. 

وأعلن التحالف العربي، الأربعاء الماضي، عن وقف اطلاق نار شامل في اليمن اعتبارا من الساعة 0900 بتوقيت جرينتش يوم الخميس 9 ابريل ولمدة أسبوعين في دعم لجهود الأمم المتحدة لإنهاء الصراع.

وأوضح التحالف العربي أن "هذه الخطوة تهدف إلى تسهيل إجراء المحادثات التي يرعاها مبعوث الأمم المتحدة مارتن غريفيث من أجل وقف دائم لإطلاق النار، واتخذ القرار بشأنها لأسباب منها تفادي تفش محتمل لفيروس كورونا المستجد "كوفيد 19".

واعتبر مراقبون أن ميليشيا الحوثي الانقلابية ستستغل الهدنة الجديدة لإعادة ترتيب صفوفها وإعادة تموضع في عدة جبهات، وهو ما أثبتته تجارب سابقة.

وفي هذا الصدد يقول الكاتب والمحلل السياسي، محمد المهدي، لـ"المشهد الخليجي": "من خلال تاريخ طويل من التجارب مع المليشيا الحوثية مع القبائل والتيارات اليمنية والدولة بنظاميها السابق واللاحق كلها تؤكد ان الحوثيين لايلتزمون بأي اتفاق بل الاخطر أنهم يعتبرون الاتفاقيات فرصة لتمرير أهدافهم والضغط العسكري ولذلك لم يحافظ الحوثيين على اي هدنة منذ ان ظهروا في اليمن بل جرت العادة بأن الحوثيين يبدأون حربهم حين تبدأ الهدنة".

واعتبر المهدي أن ما أسماها بـ"الأيدلوجية والفكرة الكهنوتية" التي يحملها الحوثيون لا تتيح لهم الالتزام بالمواثيق، مشيراً إلى أن "نصوص كتبهم تنص على ما يتعارض تماماً مع أي مفاوضات او هدنة او اتفاقية فهي محصورة في نظرية الولاية التي تقدس أسرة وتريد استعباد الناس لها".

وأضاف المهدي: "لذلك لم ولن يلتزموا بأي إتفاقية حتى تلك التي صاغوها هم كاتفاقية السلم والشراكة"، متابعاً: "ولاننسى تاريخ الحركة الإمامية والتي يعتبر الحوثيون امتدادا لها، فالتاريخ مليء بخياناتها المتوالية لكل الاتفاقيات لذلك لا أمل لاي اتفاق معهم مالم يتم هزيمتهم عسكرباً".

وسبق للتحالف العربي أن أعلن خلال العامين 2015 و2016 عن عدة أربع هُدَنْ في اليمن، تعثرت جميعها بسبب خروقات ميليشيا الحوثي الانقلابية التي كانت تبادر في تصعيدها العسكري عقب دخولها حيز التنفيذ.

ورغم الضغوط الدولية والترحيب المتزامن مع ذلك، بالمبادرة التي أعلنت من طرف التحالف العربي بإيقاف العمليات العسكرية والتفرغ لمواجهة جائحة كورونا المستجد "كوفيد 19" إلا ان الحوثيين سارعوا باعتبار ذلك "تدليس" و"تضليل اعلامي"، بحسب توصف الناطق الرسمي باسم الميليشيا الانقلابية.

ورصد التحالف العربي 237 خرقاً لإعلان وقف إطلاق النار حتى يوم أمس الاثنين 13 ابريل 2020. 

وعقدت الحكومة الشرعية المعترف بها دولياً وميليشيا الحوثي الانقلابية آخر مفاوضات سياسية في 2018 في العاصمة السويدية ستوكهولم برعاية الأمم المتحدة وتوصلا إلى اتفاق ينهي الصراع في الساحل الغربي إلا أن الحوثيين انقلبوا على الاتفاق ونفذوا خطوات احادية بزعم تنفيذه على أرض الواقع في خطوة اعتبرتها الحكومة "مسرحية هزلية".

ويرى رئيس مركز نشوان الحميري للدراسات والنشر - ناشر ورئيس تحرير موقع "نشوان نيوز" أن الانتظار بأن يرحب الحوثيون بالهدنة التي أعلنها التحالف العربي "ضرب من المستحيل"، حسب قوله.

وأوضح عادل الاحمدي، في حديث لـ"المشهد الخليجي" أن "الأحداث أثبتت منذ 2004 إلى الآن انهم (الحوثيون) استفردوا بالمجتمع في أوقات الهدن، حيث تمددوا اثناء مترمر الحوار الوطني داخل صعدة وصولاً إلى مديرية حرف سفيان بمحافظة عمران وهاجموا محافظة حجة والجوف، ثم تمددوا بعدها إلأى عمران وصنعاء ولم يكن بينهم وبين الحكومة أي حرب".

وأكد الأحمدي أن الحوثيين لو كانوا يريدون السلام "فقرار ايقاف الحرب بشكل نهائي وليس فقط قرار الهدنة بأيديهم. لكنهم لا يفعلون ذلك".

من جانبه، قول مدير مركز المنبر اليمني للدراسات والإعلام، أحمد الصباحي لـ"المشهد الخليجي" إن الهدنة ومبادرة إطلاق النار التي أعلن عنها التحالف ووجهت بالتجاهل من قبل ميليشيا الحوثي الانقلابية بل والتحشيد العسكري في كل الجبهات وقصف المدنيين في مأرب وتعز والساحل الغربي".

وأضاف الصباحي: "بدا واضحا أن عصابة الحوثي لا تضع أي اعتبار لمصلحة الشعب اليمني خصوصا والعالم يحتشد ويصطف لمواجهة وباء كورونا".

وتابع الصباحي: "مما لا شك فيه أن ميليشيا الحوثي أصبحت تتاجر بالحرب وبالتالي لا ترغب بالدخول في أي صيغة سلام تعيد الأمن والاستقرار لليمن فقد وجدت من الحرب فرصة للربح وتحقيق مصالح خاصة وممارسة الانتقام من خصومها سياسيا وفكريا ودينيا"، حسب تعبيره.

وقال الصباحي إن ميليشيا الحوثي الانقلابية "لم تعد تملك قرارها الداخلي بل أصبحت مرتبطة بشكل وثيق ومرهونة بالسياسة الخارجية الإيرانية وبالتالي تتخذ مواقفها في الحرب والسلم بناء على الرغبة الأيرانية".

ورحب مجلس الأمن الدولي، السبت الماضي، بـ"إعلان المملكة العربية السعودية، باسم تحالف دعم الشرعية في اليمن، وقف إطلاق النار من جانب واحد لدعم عملية السلام للأمم المتحدة ودعوة الأمين العام".

ودعا المجلس إلى الوقف الفوري للأعمال العدائية والعودة العاجلة لوقف التصعيد، محذراً من أن الأزمة الإنسانية الحادة التي يعاني منها اليمن يمكن أن تجعله "عرضة بشكل استثنائي لوباء كورونا المستحد "كوفيد 19".

ودخل اليمن في اتون حرب اهلية منذ اجتياح الحوثيين العاصمة صنعاء في سبتمبر 2014 وانقلابها على السلطة الشرعية المتوافق عليها دولياً.

وتقود السعودية منذ مارس 2015 تحالفا عسكريا بهدف انهاء انقلاب الحوثيين واعادة الشرعية ممثلة بالرئيس عبدربه منصور هادي إلى اليمن.